*ظلوا يخوفون به الناس زمناً..
*وما من يوم يمر إلا ويقولون لهم : إياكم والبعبع، إنه محض شر مستطير..
*ورسخ في أذهان كثير من العوام هذا التخويف..
*بل وبلغ الخوف ببعضهم حد ترديد عبارة (هو عريس لقطة، إلا أنه بعبع)..
*واستثمروا هم في هذا الخوف أيما استثمار..
*وربما (يكتكت) بعضهم من الضحك – سراً – ويهمهمون (يا له من شعب طيب)..
*والآن – وفي أيامنا هذه – تزايدت وتيرة التحذير من البعبع..
*وفي غمرة هذا الهياج التخويفي فات على المخوفين وقوعهم في تناقضات مضحكة..
*فقد نسوا تأكيدهم – من قبل – بانحسار قوة البعبع..
*مثل تأكيدهم – من بعد – بانحسار تظاهرات ديسمبر..
*وقالوا إنه بات في حالة أقرب إلى الموات السريري، إلا أنه لا يزال خطراً..
*وتكمن خطورته في نجاسته العقدية، فهو ملعون..
*ثم إذا بهم يقولون الآن إنه الذي يحرك الشارع، وكأنه طائر الفينيق الأسطوري..
*وهذا تناقض ما كان ليقع في مثله (عيل) روضة..
*فكيف بمن انتهى… واندثر… وتلاشى… يحرك شوارع المدن، بطول البلاد وعرضها؟..
*وهل (كل) الثائرين – في الشوارع – الآن يحركهم البعبع؟..
*وهل هو يملك (القدرة) التي تمكنه من تجييش المئات… والألوف… بل والملايين؟..
*وهل – وهذا مربط الثعلب – كذب الذين بشرونا باحتضاره؟..
*فمن الغباء التذاكي على الناس إلى حد جعلهم يصدقون اليوم ما كنت تنفيه بالأمس..
*بل ويرتدون على أعقابهم (360) درجة، إلى محطة (واحد)..
*إلى حيث كنت تؤكد لهم – جازماً – أن البعبع انهزم أمام جحافل الإيمان… للأبد..
*وأنه لم يعد له من وجود سوى (ماضي الذكريات)..
*وللسبب هذا ما عاد الناس يحفلون بفزاعة البعبع هذه الأيام….. أيام الثورة..
*بل وانضم إليهم بعضٌ من أبناء (المؤمنين) هؤلاء..
*وهذا فضلاً عن سبب آخر، وذلك بافتراض صحة حديث التخويف بالبعبع الآن..
*وهو، أي مستوى من (السوء) يمكن أن ينحدر إليه البعبع؟..
*وذلك إن صح أنه هو الذي يحرك الشارع، وأن الأمور يمكن أن تؤول إليه..
*سواءً سياسياً… أو اقتصادياً… أو مهنياً… أو حتى (دينياً)..
*أي مستوى من الفساد؟… من الفشل؟… من القسوة؟… من الاستهانة بالأرواح؟..
*أي مستوى دون الحد الأدنى من (القبول) الديني؟..
*فعلى فلول الوطني إذن – وهم المعنيون بحديثنا هذا – أن يعرضوا عن هذا..
*فما عادت نغمة (شيوعي) تمثل فزاعةً للناس..
*سيما وأن منهم من كان قد تمنى – علناً – أنْ لو توكل أمور الاقتصاد إليهم..
*وأن حكومتهم كانت تربطها أمتن العلائق مع (أبوي) البعبع..
*مع روسيا الحمراء… والصين الأشد احمراراً..
*ثم أي شيوعي هذا – رئيساً كان أو حتى مسؤولاً أدنى – يمكن أن يسرق شعبه؟..
*إلى حد إخفاء ملايين العملات الحرة في خزائن بيته؟..
*كما فعل الرئيس (المؤمن)؟!.