يوم 6 ابريل ، حوالي الساعة الثالثة عصراً، تواصلت الحشود امام القيادة العامة و كانت درجة الحرارة حوالي 43 درجة مئوية في الظل ، المحتشدون يتصببون عرقاً وبدأت علامات الاعياء على الشباب نتيجة للعطش، و كانت الشبكة مرفوعة فى منطقة الاعتصام، رجعت ناحية شارع المك نمر، و اتصلت بالاستاذ طه علي البشير وطلبت منه ارسال دفار من المياه واكملت طريقي ناحية جريدة (الجريدة) لتدبيس المذكرة بعد ان تمكنا من طباعتها من جهاز الموبايل، حيث التقيت الاستاذ بشرى الصائم، وأكملنا المهمة و رجعنا للاعتصام لايصال المذكرة حسب طلب ضباط في القيادة العامة، عند وصولنا من جهة شارع الجمهورية كانت عربات تحمل البزيانوس وزجاجات المياه قد وجدت طريقها الى دار الخريجين، ومنه باتجاه الاشعة ، وكانت هتافات تعلو، البزيانوس مشروب الثورة، هذا الامر استمر لايام عديدة، و ايضاً من دال و ما عرف حينها بالخبز الجاهز (حوالي 12 الف ) صباحاً و مثلها مساءً، و شاي كوفتي .. و الشاي بي جاي، و من آخرين كثيرين سيأتي ذكرهم لاحقاً.
ومناسبة هذا الحديث هو النفي المؤكد من مقربين من السيد انتوني حجار من ان يكون رتب او استضاف اي اجتماع او عشاء جمع حميدتي ودمبلاب ولجان المقاومة، في اي مرحلة، خاصة وان بيتهم استضاف الاجتماع الشهير بين بعض قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري و نجح في استئناف التفاوض بعد فض الاعتصام المأساوي، طبعاً برضا الطرفين و كامل اهليتهم.
ومناسبة الحديث أيضاً ان وسائل الاعلام تعاملت مع الحدث ( المفبرك ) كحقيقة في الصفحات الاولى من بعض الصحف، وصدرت فيه البيانات وعقدت المؤتمرات الصحفية، وفي تقديري ان هذا كان يستوجب نفياً من الاطراف المذكورة ، كما انه يحتم ان ينفي احتمال انعقاد الاجتماع في مكان آخر، او ان الامر لا شك فخ تم الاستدراج له بعناية وتخطيط لتسميم الاجواء بين قوى الحرية والتغيير نفسها لدرجة اتهام عناصر في لجان المقاومة بارتكاب الاخطاء، وان اختيار المكان والضيوف والمضيفين لاستدرار الذاكرة حول ذلك الاجتماع.
عليه يمكن اعتبار ان تأكيد النفي من آل حجار ومن مقربين موثوقين منهم، ولو انه غير مباشر قد ازال بعض التشويش والغموض والاهداف المبتغاة من حديث كهذا، في هذه المرحلة يتوقع ان تقوم الاطراف الأخرى (حميدتي ودمبلاب) بنفي الواقعة لدحض اي امكانية لقيام هذا الاجتماع في مكان آخر غير بيت حجار.
ليس من شك ان هنالك جهات عديدة ازعجها شكل التوافق المعقول حتى الآن في مجلس السيادة بمكونيه المدني والعسكري، وسط عدم وجود شكاوى في مواجهتهم بعدم التعاون من حمدوك ومجلس الوزراء ، وان كل الاطراف تتجه للتفرغ لمواجهة المشاكل الاقتصادية وكبح جماح التضخم وانهيار قيمة الجنيه، مع تصاعد الاعباء المعيشية وصعوبة المواصلات، هذه محاولة للالهاء و تضليل الراي العام وتصوير الاوضاع و كأن السقف على وشك السقوط،
المطلوب يقظة اطراف العملية السياسية والاستعداد للانخراط في انجاز مهام الفترة الانتقالية باسرع ما يمكن، باولويات السلام واكمال هياكل السلطة الانتقالية و تصفية ركائز النظام المباد ، هذا سيكون الافضل و لمصلحة الشعب السوداني الصابر.