صديقتي مها رحلت الى منزلها الجديد بعد طول تنقل بين بيوت الإيجار .. قبل الرحيل كانت سعيدة وهي تحكي عن مراحل البناء وأين وصلت.. وشاركناها في انتقاء الألوان للجدران.. بعد استقرارها في بيتها الجديد و في بدايات أيامها كانت سعيدة بالحي وأهله.. حتى قبل فترة قصيرة هاتفتني صباحاً
مها: يا زولة أنا زهجت من الحلة دي.. ياخ حلة بايخة ومملة بصورة غير عادية.. والله ناسنا الزمان أحسن منهم ما في.. صحي قالوا الفات قديمو تاه
أنا: بسم الله يا بتي مالك؟ ما كنا مبسوطين وقلتي جيرانك جوا زاروك.. وآخر ظرافة
مها: أيوة لكن كمان أنا ما نسيت التأثير والتأثر .. بالجيران
أنا: في شنو ؟ مؤيد ولدك صاحب أولاد ما كويسين ولا شنو
مها: لا والله مؤيد ما عندو مشكلة .. المصيبة أبو مؤيد.. صاحب جارنا الساكن ورانا.. دا متزوج اتنين.. وبقى كل يوم داخل ومارق.. يغني )الاتنين ..الليلة وين(..
ضحكت من أعماقي.. ياخي الرجال ديل عليهم جنس )مغارز(.. يبدو أن ضحكتي أثارت غيظها إذ صاحت: تضحكي مش كدا؟ هسه عليك الله أعمل شنو ؟ جارنا دا بقى لينا في رقبتنا.. الصلاة ماشين سوا ..السوق المركزي.. أبونا مقنطر معاهو كل جمعة عشان يجيبوا خدار الأسبوع.. أعمل شنو ؟ وبقى يقول لي .. إنت ما نجيب ليك واحدة تساعدك.. تونسك.. جارنا دا نسوانو بيساعدو بعض..
كدا بقت المشكلة عويصة.. لابد من اللجوء الى لمبة عبقرينو.. حالة طارئة تستوجب التدخل السريع.. قلت لها: أمشي سجلي زيارة لموقع الحدث.. حاولي ادرسي الأجواء بين الضرتين.. قيسي مدى التوتر بينهما.. عشان تعكسي الأمر لأبي مؤيد. ويعرف أن معدل النقة الأنثوية يزيد تصاعدياً مع ارتفاع عدد النساء في عصمة الرجل.. وبي كدا تكوني قضيتي على الثورة في مهدها
تنهدت بصوت مسموع.. وقالت وصوتها يقطر حسرة: يا زولة مشيت لي الكبيرة فيهن.. لقيت معاها الصغيرة.. وقاعدات يشربن في جبنة الضهر.. والعيال يلعبوا سوا… وآخر انسجام.. وضحك.. وكمان كل واحدة تشكر لي في التانية.. كان ما فلانة دي.. ما كان عملت كدا.. وكان ما دي ما عملت كدا.. رفعن ضغطي.. ورجعت البيت.. عشان أسمع أبو مؤيد يغني )الاتنين الليلة وين(
لا كدا أووفر.. الأمن مستتب والذئب يرتع مع الحمل.. دي ظواهر غريبة.. لابد من التعامل معها بشعار )اكسح.. امسح(.. بس تاهت ولقيناها.. اسمعي يا اختي.. اشتغلي على المنحى الاقتصادي.. ركزي على الجانب دا.. كل ما يجي من السوق المركزي.. قولي ليهو )يا حليلو فلان.. هسه اللحم تلقاهو هد حيلو.. عشان بشتري للبيتين.. ولما تجي سيرة المدارس.. قولي يا حليلو جارنا يدفع رسوم عيال المرتين.. ولما تجي سيرة العيد قولي يا حليلو جارنا.. يشتري ملايات للبيتين.. وخروفين ..وووو ( ..
بعد أيام اتصلت وهي تضحك )غايتو لمبة عبقرينو ما بقدر على جزاها.. شغلت ليك أسطوانه اقتصاد الصدمة.. أول حاجة زولنا وقف الإذاعة المدرسية بتاعة الاتنين الليلة وين.. وأمبارح سامعاهو يتكلم براهو وهو يقرأ في خطاب الرسوم بتاعة مدرسة مؤيد.. كان قاعد يقول )الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلقه تفضيلاً(.