تعمل لجنة ازالة التمكين عملاً جيداً، وظلت هي الصوت الأعلى منذ تفجير ثورة ديسمبر المجيدة ، لكن نظل دائماً نطالب اللجنة بأن يشمل التفكيك كافة مؤسسات الخدمة المدنية ، وهناك مؤسسات عديدة وهيئات مازالت تعمل ( بمكنة ) نظام المخلوع ، فوجود بقايا الفلول بهذه المؤسسات يؤثر سلباً على عرقلة تحقيق أهداف الثورة ، ودونكم هيئة مياه ولاية الخرطوم التي طالبنا مراراً بأن يطولها التفكيك حتى لا تصل الى مرحلة خطرة في سوء الخدمة حد ( العطش ) وحسناً ان التفت اللجنة أخيراً للهيئة وكشفت عن ملفات فسادٍ في الهيئة ووصفت اللجنة ان هيئة المياه هي واحدة من ملفات الفساد التي وجدوا فيها الكثير من المآسي التي تمس حياة المواطن ، وأنهت خدمة ٣٦١ موظف ومهندس للهيئة وقد يلاحظ القارئ ان هذا العدد المهول ظل يعمل في الهيئة بعد الثورة لاكثر من عامين حتى انعكس الاداء على المواطن ومثل الهيئة عشرات المؤسسات ، وهذا يعني ان اللجنة حركتها بطيئة جدا وسلحفائية تجاه المؤسسات ، واننا بحاجة كل مرة الى مايقارب العام او أكثر حتى تتعافى هذه المؤسسات وان وجود بقايا الفلول فيها اصبح يشكل ضرراً كبيراً مخططات التخريب التي كشفتها اللجنة أكبر دليل ، فالفلول اصبحت تجاهر بافعالها ولاتختشى منها.
و ما نطالب به تطالب به بعض الشخصيات السياسية التي ترى فعلا ان وجود هؤلاء كان ومازال يسبب العديد من الازمات ودعا رئيس حزب البعث السوداني والقيادي بتحالف الحرية والتغيير يحيى الحسين إلى إنهاء عبث “الفلول” وقال في تصريحات صحفية إن الحكومة الانتقالية لا بد أن تضع برنامجاً يلامس قضايا المواطن، وأن تصفي في المقام الثاني وجود عناصر النظام البائد بمؤسسات الدولة ، ورهن الحسين نجاح الانتقالية بحسب صحيفة الحراك السياسي، بانتهاج برنامج وطني وإنهاء اتباع سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين، علاوة على إنهاء عبث الفلول وان النظام البائد شماعة لتبرير فشل الحكومة فلابد من تصفيتهم من مؤسسات الدولة حتى يتم إنفاذ التحول الديمقراطي ومعرفة مواطن الفشل.
وهذا حديث سليم ان كانت هنالك (شماعة) فلابد من ان تتم ازالتها فوراً حتى لاتجد الحكومة مبرراً ويتم محاسبتها على كل صغيرة وكبيرة ، لهذا نطالب الحكومة بصفة عامة ولجنة التفكيك بصفة خاصة بالإسراع في تنقيح وتنظيف الخدمة المدنية والمؤسسات من كل الذين يقفون ضد تقدم هذا الوطن ووصل بهم العبث ان يقفوا ضد المواطن وضد أنفسهم وغايتهم في دمار الوطن بررت لهم وسائل سيئة لتحقيقها ، فالاسراع بالتفكيك هو اقصر الطرق للوصول وسلم الاصلاح الي التغيير الجذري ، فكلما تلكأت الحكومة وتباطأت في التعامل معهم بحزم حملت وزرهم فشلاً فهي تمارس معهم سياسية غريبة سياسية التغافل السلبي الذي يجلب لها اللوم على طريقة ( خلي عنك) أنا أحمل عنك عبء كل شي خرب ودمر وامنحني لقب ( حكومة فاشلة ) انه لأمر غريب يدعو للدهشة !!
طيف أخير :
ما بين الحين والآخر نحتاج لأن نكون مثل فصل الخريف، ندع كل ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا، لنفسح المجال لربيعٍ قادم.