لن يحتمل القيادي بقوى الحرية والتغيير التوافق الوطني السيد مبارك أردول ان يكون خارج الحلبة السياسية ، (مصارعاً) او محاوراً ، فما وجده اردول بعد قرار تعيينه مسئولاً عن الموارد المعدنية الامبراطورية الكبرى التي أصبح ( يسرح ويمرح) في براحات فضاواتها المسموحة تحت مظلة الإنقلاب وعدم المساءلة والمحاسبة والعبث بالمال العام، ماوجده يجعله لا يتقبل أبداً فكرة ان يكون بعيداً عن هذه (المناطق الذهبية).
ذلك الوجود الذي جعله يظن نفسه رجل دولة ، لن يقبل ان يتجاوزه اتفاق سياسي قادم ، واردول يعلم أن ليس له ثقل ووزن سياسي ، لكن أحياناً عدم المؤسسية واللادولة ، وحالة الفراغ السياسي العريض هي نفسها تصنع بداخلك وهماً يجعلك تشعر أنك شخصية قيادية عظيمة ( فإن لم تكن انت من الذي سيكون).
وانتقد أردول الآلية الرباعية، ووصف منهجها في التعامل بالخاطئ وغير السليم وقال : (الآلية الرباعية- البدايات السليمة تؤدي لنتائج سليمة والعكس صحيح) إن الآلية الرباعية تعتقد أنها يمكن أن تحقق نتائج مغايرة وسليمة غير تلك الجهود السابقة وتساءل أردول : هي قناعة لا أدري من أين يستمدها السفير السعودي الحسن بن جعفر الذي قال إنه الأقرب للأوضاع السياسية في السودان بحكم الجغرافيا وغيرها، وأضاف: ينبغي أن يكون الأكثر اطلاعاً عن بقية زملائه
وكشف عن لقاء سابق بالسفير السعودي نبهناه بأن ما يقوم به خطأ وسيؤدي لكارثة ولكنه ظل يردد الخطأ مراراً كأنه مجبر لتنفيذ مخطط ما ببلادنا، بحسب قوله وقال أردول: نقلنا له أننا نضع المملكة العربية السعودية في مكانة كبيرة لا يجب أن تلوثها سوء التدخلات في الشؤون الداخلية للسودان وبطريقة ستعمق الأزمة بدلاً عن علاجها، وأضاف: ينبغي أن يكون السفير أكثر حرصاً على ذلك من غيره.
كل هذا لأن السيد أردول يريد أن يقحم نفسه في حوار لا علاقة له به فمن هو أردول حتى يستخدم عبارة ( نبهناه) فهو ليس رئيساً للبلاد ولا نائباً ولا حتى رئيساً لحزب ولا شخصية سياسية مؤثرة ، فقط موظف حكومي لا فرق بينه وبين الموظفين في وزارة الري والمالية ، لذلك أرى انه بهذا التصريح تجاوز حدوده، وتحدث فيما لا يعنيه ، فالسفير السعودي لا يريد الاجتماع مع الاطراف ليطلعهم على خطة بلاده للاستثمار والتنقيب في مجال الذهب حتى يخرج أردول ويصرح وينتقده ، كما أن الآلية الرباعية تسعى لتقارب وجهات النظر بين المكونين العسكري والمدني فالسيد مبارك اردول الى أية جهة يتبع.
هذا بجانب انه من أشهر الشخصيات المتواطئة مع الانقلاب ولم تقف على ذلك بل استغلت الأوضاع السياسية في البلاد لتمرير أجندتها والعمل على تحقيق مصالحها الشخصية وممارسة هواياتها في المناكفة السياسية لكل من ينتقدها، فالرجل يهاجم طول الوقت من اللا موقع ولا منصب ولا قرار.
ويبدو أن مجموعة الوفاق الوطني تريد ان تكون تحت كل اللافاتات، وشريكة في كل الحوارات والمفاوضات التي تطالب بشراكة في الحكم، او بحكومة مدنية ، او نظام عسكري لا فرق عندها، المهم ان يكون ( حقهم محفوظ ) لذلك أن وجودهم في مثل هذا الاجتماعات سيكون مضراً على صحة الوطن واستقراره لأنهم لا يجيدون الوقوف إلا في المنتصف يفضلون دائماً المناطق الرمادية ، ملوك الانسحابات من مسرح المواقف ، لا يجيدون سوى لغة الوعيد والتهديد.
والازمات خشم بيوت فان كانت هناك أزمة سياسية تجتمع الآلية الرباعية لحلها، فيجب أن تكون قضية أردول وعدد من مجموعة الوفاق على طاولة البحث والنقاش والتعامل معهم كأزمة حقيقة فوجودهم الآن في المشهد السياسي عقبة كبيرة و(خميرة عكننة) تعمل على افساد المناخ السياسي ، يجب أن تجد لها الاطراف حلاً عاجلاً، فأحياناً أزماتنا في السياسة ليست خلافات رأي واختلاف في وجهات النظر ، أزماتنا أحياناً تكمن في الشخوص ! .
طيف أخير:
واصرِف عنِّنا شرّ ما قضيت، من صعب المواقف والأيام والأزمات