اكثر من ١٢٠ الف وحدة سكنية في الخرطوم .. اليوم طرح مشاريع لإسكان ذوي الدخل المحدود بنظام التقسيط بغالبية المدن السودانية
طرح الصندوق القومي للإسكان في السودان رؤية لإسكان ذوي الدخل المحدود، بنظام التقسيط، تقوم على توفير أنماط متنوعة من السكن، تستوعب رغبات وإمكانات الجميع، وتضم قائمة أنواع السكن، التي يجري العمل على تنفيذها حالياً في مناطق واسعة في المدن السودانية، خصوصاً الخرطوم، التي حظيت بأكثر من 120 ألف وحدة، السكن الشعبي والاقتصادي والاستثماري، وبناء وحدات نموذجية، في شكل سكن ريفي ومنتج وتعاوني وادخاري.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، الدكتور غلام الدين عثمان الأمين العام للصندوق القومي للإسكان، إن بداية إطلاق تلك المشاريع، سيكون اليوم الأربعاء، بأرض المعارض في بري بالخرطوم، ضمن احتفالات الصندوق بعيده العاشر، وانطلاق معرض السودان الدولي لتكنولوجيا البناء بمشاركة عربية ودولية واسعة.
ويدشن اليوم في الخرطوم معرض السودان الدولي لمواد البناء والتشييد، الذي تنظمه شركة «سودا إكسبو» لتنظيم المعارض والمؤتمرات، بالتعاون مع الصندوق القومي للإسكان واتحاد المقاولين، ويرعى المعرض، الذي ستطرح فيه مجموعة رواد أعمال من الشباب تطبيقات ذكية لتسويق مواد البناء، البنك العقاري التجاري، المناط به تمويل مشاريع الإسكان في البلاد.
وسيقدم البنك العقاري التجاري ورقة عمل عن التمويل العقاري المستقبلي للبنك في السودان، في ظل الإجراءات الأخيرة التي تسمح بشراء وتداول العقارات عن طريق الشيكات المصرفية كوسيلة للدفع بدلاً عن استخدام الأوراق النقدية.
كما ستقدم شركة «شيكان للتأمين» السودانية ورقة عمل عن تأمين العقارات، تعقبها ورشة عمل عن تأمين المساكن ودوره في تحقيق الأمان لمالكي البيوت والمساكن.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، صلاح عمر الشيخ مدير الشركة المنظمة للمعرض، إن المعرض في دورته الخامسة عشرة اليوم حظي بمشاركة عربية واسعة، خصوصاً من كبري الشركات العاملة في المجال، بجانب عدد كبير من الشركات والمصانع السودانية والشركات المستثمرة في المجال العقاري ومواد البناء والأثاث.
ووفقاً لغلام الدين، فإن احتفال الصندوق هذا العام تعتبر سانحة لتقديم الشكر والتقدير لكل الذين ساعدوه في أداء رسالته، حتى استطاع أن يحقق نجاحات بفضل جميع شركاء الصندوق، الذين ما بخلوا بفكرهم وجهدهم في تحقيق الغايات المشتركة، حتى أصبحت مشروعات الإسكان، واقعاً معاشاً بالولايات، بعدما كانت حلماً بعيد المنال.
وأعلن غلام الدين أن الصندوق سيعلن خلال هذه الفعاليات للاحتفال بالعيد العاشر، التي تستمر حتى نهاية العام، تجديده العزم والعهد للعمل مع الشركاء في الداخل والخارج، مؤكداً أن أبواب السودان مفتوحة أمام كل المستثمرين الجادين لتحقيق المصالح المشتركة في مجال العقارات.
وأضاف في بيان صحافي أصدره أمس، أن الصندوق يحتفل هذه الأيام بالعشرية الأولى بهدف التعريف بجهود وإنجازات الدولة في مجال الإسكان، وتقييم وتقويم التجربة وعرض الفرص المتاحة للاستثمار والتحديات، مبيناً أن الصندوق استطاع وبالتعاون مع الولايات وشركائه تحقيق الكثير من الإنجازات تحت رعاية رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الاتحادي.
وقال إن نوعية تلك المشاريع، التي تشمل السكن الفئوي والرأسي، تحقق الاستخدام الأمثل للأراضي، وتسهل توفير الخدمات للمستفيدين، بقصد قيادة المجتمع لتبني هذا النمط من البناء للحد من هجرة السكان من الريف إلى المدن، ودعم الاستقرار بمواقع الإنتاج، وتسهيلاً لامتلاك الشرائح المستهدفة لوحدات تلائمها.
وأكد غلام الدين اكتمال البنية التشريعية والهيكلية للصندوق وصناديق الإسكان في الولايات التي باشرت أعمالها، وأصبحت لها برامج ومشروعات سكنية منفذة على الأرض وقيد الإنشاء، ومخطط لها بصور متباينة ما بين ولاية متقدمة وصلت للمرحلة الثالثة للسكن الاقتصادي والشعبي وأخرى متأخرة.
وأكد أن هناك جهوداً مبذولة حتى تلحق برصيفاتها المتقدمة، مشيراً إلى أنه تم التمكن من تنفيذ أكثر من مائة وعشرين ألف وحدة سكنية بالعاصمة والولايات خلال السنوات الماضية، مقارنة بـ2500 وحدة سكنية فقط تم تنفيذها قبل إنشاء صندوق الإسكان في ولاية الخرطوم عام 2001، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتهم مثل هجرة السكان من الريف إلى المدن، وعدم وجود التمويل الخارجي وصعوباته في الداخل.
ويحتفل الصندوق القومي للإسكان كذلك اليوم خلال فعاليات العيد العاشر، بيوم الموئل العالمي الذي تحتفل به بلدان العالم الأخرى، وشعاره دائماً تيسير الحصول على مسكن ملائم صحي وآمن، للفئات المستهدفة.
وأوضح أن شعار الاحتفال بالموئل هذا العام هو «سياسات حكيمة لإدارة النفايات في المدن»، إذ تركز الاحتفالات على كيفية إدارة النفايات الصلبة بالصور، بذل جهود مشتركة من أجل الوصول لعدة أهداف منها، زيادة الوعي لدى الجمهور بأن النفايات الصلبة تمثل تحدياً عالمياً يحتاج إلى المشاركة والشراكة، وتشجيع الحلول المبتكرة لإدارة النفايات الصلبة.
وأشار غلام الدين إلى أن الاحتفال بالعيد السنوي للموئل انطلق عام 1976 في فانكوفر بكندا، الذي أقر بأن المأوى والتحضر قضيتان يتعين معالجتهما بشكل جماعي. وجاء الاحتفال بهدف تذكير العالم بمسؤوليته الجماعية من أجل مستقبل الموئل البشري وحق الجميع في مأوى ملائم.
وأضاف غلام الدين أن الاحتفال بالموئل فرصة لعرض حالة مدننا العربية صغيرها وكبيرها، ولتحسين المأوى، ولتأكيد حصول الجميع على مسكن ملائم صحي وآمن.
وبحسب دراسات وتحليل للسكن منسوب للهيئات، وفي ظل التوسع العمراني ووتيرة التحضر المتسارعة، فإن الحصول على سكن ملائم يشكل تحدياً عالمياً سريع النمو. ولا يزال هناك نحو ربع سكان المناطق الحضرية في العالم يعيشون في الأحياء الفقيرة والمستوطنات غير الرسمية. وكشف تحليل للسكن على مدى السنوات الـ20 الماضية أنه على الرغم من زيادة الطلب، فإن تكلفة الحصول على المسكن، أو تأجيره، لا يمكن تحملها بالنسبة لغالبية سكان العالم.
وتتضمن احتفالات الصندوق القومي للإسكان حملة حول عادة النفايات الناتجة من فضلات المنازل والمنشآت التجارية والمؤسسات الخدمية كالمدارس والمستشفيات. وينصب تركيز الاحتفالات باليوم العالمي للموئل هذا العام على معالجة التحدي المتمثل في إدارة النفايات الصلبة.
وبين أن هناك خطة سيتم فيها جهود مشتركة لمعالجة قضية النفايات الصلبة، التي تشكل هاجساً للصندوق مع رقعة انتشارها في المواقع المخصصة لمساكن الصندوق القومي للإسكان، خصوصاً في العاصمة، وتتسبب في عدم مقدرة الصندوق على تجهيز الأراضي في تلك المناطق، التي عادة ما تكون في أطراف المدن.
ووفقاً لغلام الدين، فإن الخطة تتضمن برامج إعلامية لزيادة الوعي لدى الجمهور بأن النفايات الصلبة تمثل تحدياً عالمياً يحتاج إلى المشاركة والشراكة، وتشجيع الحلول المبتكرة لإدارة النفايات الصلبة، وتعبئة الموارد للتصدي لتحديات النفايات الصلبة على مستوى البلديات، بجانب العديد من الأهداف الأخرى.
وأكد أن احتفال السودان باليوم العالمي للموئل يهدف لتذكير العالم بكل مؤسساته ومنظماته الإقليمية والدولية، بالتزاماته تجاه توفير السكن لمن يحتاجه، خصوصاً الناشطة في مجال الإسكان، وندعوها لكي تتعاون مع الصندوق بوصفه الذراع التنفيذية لتنفيذ المشروع القومي للمأوى، الذي يرعاه رئيس الجمهورية، ووضعه في برنامجه الاجتماعي والسياسي، واعتمد ضمن البرامج ذات الأولوية بالخطة الاستراتيجية للدولة.