جاء في الأخبار وبحسب مصادر صحفية: )انعقد السبت الماضي بحدائق “جياد”، إجتماع شارك فيه 1200 إسلامي بقيادة النائب الأول الأسبق للرئيس علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس السابق نافع علي نافع ونائب الرئيس السابق حسبو عبد الرحمن وعدد كبير من قيادات العمل الإسلامي وأمراء بعض القطاعات ومكاتب القطاعات التنفيذية للمناطق، وقال المصدر: إن الاجتماع هو رحلة سنوية تقوم بها الحركة الإسلامية وأن هذا الاجتماع هو تدشين للاستعداد للمؤتمر العام السابع للحركة الإسلامية. وجاء فيه أيضاً: يحاول الدكتور نافع تقديم نفسه كأمين عام للحركة الإسلامية، بينما يتولى علي عثمان محمد طه ملفاً هاماً بالحركة، أسماه )مستقبل الحركة الإسلامية والتحديات التي تواجهها(. مطالباً بوجود إعلام مضاد يدافع عن الحركة الإسلامية أمام خصومها، وتحدث عن التحديات التي تواجهه الحركة الإسلامية وقال إن الحركة لا تعاني من مشاكل في العضوية بل أن مشكلتها في المنهج الذي لم يطبق بالطريقة التي تجعل الإنسان السوداني يشعر بانجازتها(. انتهى الخبر.
التعليق على هذا الخبر لا يحتاج لكبير اجتهاد، وقبل ذلك علينا طرح سؤال مباشر للثلاثي الإسلامي وبطريقة فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس: ألم يشفع لكم عامل السن بالتنحي جانباً وإفساح المجال للشباب لتقديم ما فشلتم في تقديمه من حسن أدارة وحكم راشد كما تقول شعاراتكم؟
وهل الإسلام الذي ترفعون شعاراته دونما تطبيق، يحتاج الى طوائف ومجموعات ومبادرات، أم أنها ضرورة المرحلة؟ وهل لا زلتم تفترضون في أنفسكم الذكاء وفي المواطن الغباء؟
وحتى لا نرهق أصحاب الدعوة بالإجابة، لا بد من التأكيد على أن القرآن الكريم والسنة المحمدية، كليهما بائن ولا يحتاجان لإجتهاد، والمواطن السوداني مسلم بالفطرة، وملتزماً دينياً دونما وصاية من أي جماعات دينية أو إسلامية، ولا يحتاج لمثل هذه التجمعات والاجتماعات التي لا جدوى منها إلا لأصحاب الأجندة من أدعياء الدين.
السودان لم يكن في حاجة لإسلام سياسي أو حركة إسلامية ليكون دولة محترمة لها وضعها واحترامها وسط الدول، لم يكن في حاجة لوجود هذه الأسماء التي تسببت بسوء إدارة منهجها في جعله الدولة الأسوأ سمعة، دولة أشبه ما تكون بالعاهرة التي تبيع جسدها لمن يدفع أكثر تحت مبررات وذرائع واهية، ودونكم ما يحدث لجيش السودان باليمن.
علي عثمان محمد طه الذي يبحث له عن موطئ قدم في حكومة ما بعد 2020 يبدو أنه تعمد أن )يتغابى العرفة( في التحديات التي تواجه الحركة الإسلامية بعد أكثر من 29 عاماً من إحكام قبضتها على حكم البلاد، ويبحث عن مخارج لإشكالاتها التي ينفي أن تكون إشكالات عضوية، بل إشكالات منهج لم يُطبَق بالصورة الصحيحة على حد زعمه، ناسياً أو متناسياً رغم حنكته وخبرته السياسية الطويلة أن الشعب السوداني اليوم، ليس هو ذات الشعب السوداني الذي إنخدع بالشعارات التي تبتز عاطفته الدينية بالأمس، فالشعب الآن بات أوعى من ذي قبل، ويعي تماماً نتائج سياسات أباطرة الحركة الإسلامية، واللَجَة التي قذفه فيها هذا الثلاثي العائد على جناحي بُراق كما يخطط.
قيادات الحركة الإسلامية والقائمون على أمر هذا الإجتماع إن كانوا يبحثون حقاً عن تغيير وتطبيق منهج حقيقي حركتهم الإسلامية المزعومة، فعليهم أن يبدأوا بأنفسهم، بإعلانهم إعتزال العمل السياسي للأبد، وإعترافهم بفشلهم الكبير في تطبيق المنهج الذي يتباكون عليه، وفشلهم في قيادة الدولة ونجاحهم في وضع الشعب السوداني في الدرك الأسفل من جحيم سياسات لم تراع إلا بسط نفوذ فئة محددة لها أجندة واضحة ورغم ذلك تُصر على ليَ عنق الحقائق الماثلة.