صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اشترِ وخزن

23

تأمُلات

كمال الهِدَي

اشترِ وخزن

. لا يزال التخبط سيداً للموقف في الهلال رغم الحديث المتكرر عن مشروع يقوده الشاب العليقي.

. وبصراحة فكرة أن يتحدث البعض عن مشروع فني للعليقي بتجربته الغضة في إدارة نادٍ بهذا الحجم لم ترق لي.

. منذ ظهور هذا الشاب – الذي لا أعرفه شخصياً – سمعت كلاماً طيباً عنه من عدد ممن أثق بهم.

. وكان رأيي طالما أنه ابن مدرجات الهلال ومتحمس للعمل هو أن يُمنح الفرصة شريطة أن يستفيد من أهلة مخلصين ذوي تجارب واسعة في المجال.

. لكن رويداً رويداً بدأ يتحلق حوله بعض زملاء المهنة وصاروا يحدثون الناس عنه وكأنه يملك خبرة عشرين عاماً في مثل هذا المجال.

. وهذه هي آفتنا الدائمة، أعني الحاشية التي كثيراً ما خربت على الهلال وأفادت أفرادها.

. فمع كل مجلس جديد يطوق عدد من الصحفيين إدارياً أو مجموعة إداريين، والغريبة أن جماهير النادي لا تستفيد من أخطاء الماضي إطلاقاً لتتلقف القفاز سريعاً وتبدأ في الكلام عن أن فلاناً قرب نفسه أو قُرب من المجلس أو اللجنة لرغبته في خدمة الكيان.

. وسؤالي هو : ألا يمكن أن يخدم الكيان (فنياً) إلا الصحفيين! .

. عندما نتحدث عن مشروع يتعلق بصناعة فريق للمستقبل قوامه من لم يتخطوا الثلاثين عمراً أو غير ذلك أفليس الأفيد أن يُقدم لخدمة هذا المشروع بعض المخلصين المؤهلين من لاعبي الهلال السابقين ! .

. أيهما سيكون أفيد بالله عليكم لو كانت هناك جدية حقيقة ، هؤلاء أم بعض كتاب الأعمدة الذين لم تلامس أقدام بعضهم الكرة في حياتهم ورغماً عن ذلك يريدون أن يضموا فلاناً للكشف أو يشطبوا علاناً! .

. لِم لا يستعين العليقي أو غيره ببعض نجوم الهلال السابقين ثقال الوزن إخلاصاً ومعرفة وتأهيلاً وبعداً عن فكرة المصالح التي سيطرت على الكثيرين بإعتبار أنهم ليسوا بحاجة لمن يدعمهم لا مادياً ولا معنوياً ولا إعلامياً! .

. لا أختلف مع فكرة التخلص من بعض اللاعبين كبار السن لأنني أصلاً غير متفق مع فهم اللاعب الخبرة لأن أغلب لاعبينا يركضون في الملاعب لسنين عددا لكن من الصعب أن نطلق عليهم مصطلح (أصحاب الخبرة).

. وهذا ليس افتراءً مني عليهم ، لكن تجاربهم في الملاعب تؤكد ذلك ، فكم من خطأ ساذج وقع فيه لاعب قضى في الملاعب أكثر من عشر سنوات ، وكم من وقفة خاطئة شهدناها لهذه الفئة ، وكم من هزيمة تجرعناها لعدم توظيف هؤلاء الكبار لخبراتهم المزعومة.

. إذاً لا مانع من الاستعانة بلاعبين صغار السن ، لكن ليس بالطريقة التي نشهدها.

. فالتركيز على مراكز بعينها مع إهمال أخرى يشي بأن المقصود لا علاقة له بهلال المستقبل الذي يكلمون الناس عنه.

. كما أنه ليس منطقياً أن تتعاقد مع لاعب صغير السن لتعيره في التو لنادٍ آخر ، وفي ذات الوقت تنهي تعاقدك مع صغير سن آخر كنت قد سجلته فيما مضى وأعرته لنادٍ أصغر دون أن يرتدي شعار الهلال ولو لأسبوع واحد .

. هذا هو التخبط بعينه ، وهو ما يؤكد أن السمسرة لا تزال حاضرة ، وأن الهدف هو تخدير هذه الجماهير التي كلما خرج الفريق من بطولة وعدوها بالأفضل في الموسم المقبل.

. وهذا الأفضل لا يأتي مطلقاً لأننا نتبنى ذات الأساليب والطرائق دون تغيير.

. التغيير الوحيد الذي يحدث في الهلال يتمثل في الشخوص.

. يأتي إداري ليجد حظه من التلميع من بطانة السوء ليغادر بعد سنوات من التنظير والتخبط ليحل محله إداري آخر مستعيناً بروافع جديدة من بطانة السوء.

. والغريب أن الجماهير تتحسر بعد كل خروج وتسأل عن الأسباب.

. ظللنا نخرج من البطولات وسنستمر في الخروج منها لسنوات مقبلة لأنكم تنسون سريعاً وتصدقون الوعود في كل مرة وتتعشمون في لاعبين يتم ضمهم للكشف مع أنكم لا تشاهدون أغلبهم داخل المستطيل الأخضر.

. نخرج من البطولات لأنكم كجماهير توافقون علي هذا العبث وتنتظرون الخلاص دائماً علي يدي من يدفع بحجة أن الكرة صارت استثماراً.

. فنحن هكذا تأسرنا المفردات من شاكلة “استثمار” و”احترافية” مع إننا لا نعرف منها غير الأحرف التي تُكتب بها.

. لو كانت هناك جدية لصناعة هلال المستقبل أتوقع من اللجنة أن تستعين بذوي الشخصيات القوية من المختصين وتبعد عن الصحافة والصحفيين.

. فلو أن صحافتنا تساهم حقيقة في صناعة فرق كرة جيدة لكنا الآن سادة أفريقيا كلها من واقع كثرة الصحف الرياضية وغزارة ما يُكتب في الكرة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد