صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اسمعوهم

11

حاطب ليل

د. عبد اللطيف البوني

اسمعوهم


)1 (
وسائط التواصل الاجتماعي التي اصطلح على تسميتها بالسوشيال ميديا من فيسبوك وواتساب وتويتر واستغرام والذي منه أصبحت سيدة للعملية الإعلامية في مقابلة الإعلام التقليدي من إذاعات وصحف وقنوات فضائية ولكن قبل الاسترسال لدي تحفظ على كلمة تقليدي. ففي تقديري إنها ليست صحيحة فهذا إعلام حديث بكل معايير الحداثة المتفق عليها وسيكون من الأوفق لو أطلقنا عليه الإعلام المؤسسي لأنه يقوم على مؤسسات وليس على أفراد كما هو الحال في السوشيال ميديا ليصبح الفرق بينهما أن الثاني أصبح أوسع انتشاراً لسهولة أدواته فكل شخص فرد يمكن أن يكون مؤسساً للرسالة الإعلامية وأي شخص يمكن أن يكون مستقبلاً لها وبالتالي حدث انفراط فيها ومن ثم يمكن أن تقل المصداقية فيها وهذا لا يعني حتمية الصدقية في الإعلام المؤسسي ولكن معرفة المؤسسة التي تنطلق منها الرسالة الإعلامية تجعل التمييز سهلاً
)2 (
من التجريد أعلاه دعونا نطبق ما ذكرناه على الحراك السياسي السوداني ديسمبر\يناير بالطبع كلمة حراك كلمة محايدة ويمكنك أن تسميه هبة أو انتفاضة أو ثورة ولكن يستحسن الصبر قليلاً لأن الأمور بمآلاتها فالأيام سوف تكشف الاسم الذي يجب أن يطلق على هذا الحراك الذي مازال يتخلق ففي هذا الحراك تلاقى الإعلامان المؤسسي والاجتماعي فالتواصل الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في نشأته وتطوره لدرجة أن الحكومة بذلت جهداً مكلفاً في حجب وسائط التواصل الاجتماعي ولكنها لم توفق ولكن في تقديري أن الإعلام المؤسسي له القدح المعلى في ذلك الحراك فالناظر للقنوات الفضائية الإقليمية والعالمية يجد أنها غطت ذلك الحراك بصورة مكثفة في شكل أخبار وتقارير وتحليلات بغض النظر عن موضوعية بعضها وانحياز بعضها والشاهد أن بعض القنوات اعتمدت على الإعلام الاجتماعي إذ بثت صوراً وتقارير بعثها لها بعض الأفراد وبالمقابل هناك الكثير من الرسائل الاجتماعية أخذت من تلك الفضائيات عليه يمكننا القول إن العملية الإعلامية بشقيها الاجتماعي والمؤسسي قد تكاملت في هذا الحراك لا شك أن هذا الأمر وإن بدا إجرائياً له بعد موضوعي مهم وهذه قصة أخرى.
)3 (
طيب ياجماعة الخيرالشباب الثائر رفع شعار )تسقط بس( أي إن سقفه هو ذهاب هذه الحكومة بينما الحكومة تقول إنها باقية ولن تذهب إلا عبر انتخابات 2020 طيب, الشباب يظاهر والحكومة تكافح حتى هذه اللحظة والأمر قابل للتطور في مختلف الاتجاهات وفي ظل هذا التخندق يجري حوار الطرشان الإعلامي بشقيه الاجتماعي والمؤسسي ولكن طالما أن الإعلامين التقيا فلماذا لا يلتقي الطرفان إعلامياً ؟ من الآخر كدا لماذا لا تفتح الحكومة الإعلام المؤسسي المحلي من صحف وإذاعات وقنوات فضائية لجميع الاتجاهات السياسية لتتحاور في الهواء الطلق حتى يتطور ذلك الحراك في الاتجاه الإيجابي ولا تنزلق البلد إلى ما لا يحمد عقباه؟ لماذا لا يظهر هذا الشباب صاحب القضية في الإعلام المحلي حتى لا يسرق مجهوده منه؟ فليستمر التخندق في المواقف ولكن فتح المؤسسسات الإعلامية المحلية سوف يفيد البلاد والعباد.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد