صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

استراحة الجمعة _ خلف تلك التلال البعيدة

6

———-

استراحة الجمعة _ ناهد قرناص

 خلف تلك التلال البعيدة

كل القصص الخيالية نهايتها واحدة.. النهاية السعيدة.. محمد الشاطر اتزوج فاطنة السمحة.. علاء الدين تزوج ست الحسن.. سندريلا نجحت في اختبار الحذاء وتزوجت الأمير.. حتى علي بابا.. تزوج مرجانة.. لكن لا أحد يحكي لنا ماذا يحدث بعد النهايات السعيدة.. هل استمرت السعادة ولا كانت (ضل ضحى) ؟ هل فعلاً عاشوا في تبات ونبات ولا كل القصص كانت ونسة وكلام وتساب.. لا أحد يأتي من خلف التلال البعيدة ليحكي لنا ماذا يحدث هناك.

ميغان الامريكية التي شهد زواجها الملايين عبر العالم.. وحسدتها الفتيات بمختلف الأجناس والألوان.. الممثلة الامريكية ذات الأصول الأفريقية.. التي استطاعت أن تأسر قلب ابن العائلة المالكة الأشهر.. وجعلته يكسر أقوى القواعد ويتزوج ليس فقط من عرق آخر وانما من امرأة سبق لها الزواج قبله.. غنينا ليها (اقدلي وسكتي الخشامة ).. وزفيناها الى عريسها.. وسط باقات دعاء الطيبين.. وطفقنا نحكي عن حياتها في قصر باكنجهام.. .وكيف انها في هذه اللحظات (تكون يدها لي هنا في الشعيرية).

ميغان خرجت لتحكي للعالم كيف ان هناك من هو في العائلة المالكة.. ناقش (هاري) عن القلق الذي يساورهم حول لون بشرة الطفل القادم.. عاد كمان ما ملوك.. يشيلوا هم شنو مثلا؟ السماية ؟ ولا البامبرز الذي ارتفع ثمنه؟.. كل القلق كان على لون البشرة.. هل ستأتي بيضاء صافية مثل أبيه ؟ ولا خاتف لونين كأمه ؟ ولا الطامة الكبرى.. يجبدوه جدوده الأفارقة الكبار.. ويطلع شبه ناس بعرفهم..

مسكينة ميغان.. شخصياً تعاطفت معها جداً.. رغم كل تلك الأقلام التي تناوشتها بأنها هي التي دخلت عش الدبابير.. كان مالها ومال الملوك ؟ لكنها مسكينة حلمت ورسمت في خيالها صورة وردية للحياة الملكية.. حاجة كدا نوع تلبسي أغلى حاجة.. تصحي من النوم زي ما انت عايزة.. أحلامك أوامر.. واتضح ان الامر ذو شجون.. قيود.. ومراسم.. والتزامات.. ومتابعات.. وكمان في نهاية الأمر جابت ليها مغارز نسابة.

تذكرت شخصية عرفتها.. كان أباها مسؤولاً كبيراً.. قصدناها يوماً ما لتسليمه خطاب.. قالت لنا انها لا تعرف متى تلتقيه.. فهو يأتي فجأة.. واذا حضر.. أغلب الوقت يقضيه في النوم .. وهم بدورهم لا يحاولون ايقاظه لمعرفتهم بتعبه الشديد.. ضحكت حينها وقلت لنفسي.. ما أسعدني بأبي.. العامل البسيط.. الذي تمتعت بصحبته.. كنت التقيه كل مساء بعد عودته من العمل.. وكان يجلس معنا طويلاً.. وسمعت منه قصصا وحكايات.. وأتحفني بحكم رائعة.. ظللت أحملها في قلبي وأرددها كلما سنحت لي سانحة..

 الذين نغبطهم على حياة الدعة واليسر والأهميات.. على الزيجات الفاخرة تلك التي يتم نقلها عبر الوسائط.. ليسو بالضرورة هم السعداء.. ربما كانت حياتهم باردة خالية من الذكريات.. حياة كلها بروتوكولات وتفاصيل باهتة.. واذا سألتهم عن بعضهم البعض.. تجدهم لا يذكرون الكثير.. ربما كانت حياتهم مثل تلك التي اكتشفتها ميغان.. أناس يرون انهم أفضل منك بالخليقة.. وباللون الذي لم يبذلوا فيه جهداً.. وينسوا انك لم تختر لونك.. وليس لك أيضاً يد في لون ابنك القادم..

القصص الخيالية.. وضعها أناس حالمين.. لذلك يا ابنتي .. خذي الحكمة من قصة ميغان.. و تزوجيه عادياً.. لا ملك ولا أمير.. وعندما ينعم الله عليك بالحمل السعيد.. تكون دعواه هو وأهل بيته.. (..يا الله الخلقة التامة والصحة الكاملة).

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد