صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

استراحة الجمعة : أجر إضافي

12

———-

استراحة الجمعة _ ناهد قرناص

أجر إضافي 

حكمت محكمة في الصين علي رجل بدفع مبلغ يقارب الخمسين الف دولار تعويضاً لطليقته عن الأعمال المنزلية التي كانت تقوم بها اثناء فترة زواجهما التي استمرت فترة خمس سنوات بالتمام والكمال.. واستندت المحكمة على ان الأعمال المنزلية ليست واجباً على النساء.. انما هي خدمة تؤديها الزوجة بطيب خاطر لأنها تشعر ان هذا منزلها.. اما وقد انتهت المهمة.. ولم يعد هذا البيت بيتها فالواجب تعويضها بأثر رجعي.. والحسابة حسبت وطلعت الحسبة خمسين الف دولار.. وزغردي يا انشراح.

عاد تمام.. الصين هذه يأتينا منها الصالح والطالح .. أحياناً تضر.. مثل الكورونا وكدا.. وأحياناً تسر.. مثل انباء تعويضات نهاية الخدمة هذه.. لاحظوا معي ان الخدمة الصينية غير.. خدمة ظريفة ولطيفة.. والشغل أغلبه روبوتات.. والناس اكلها خفيف (خفافيش وكدا ).. تلك الزوجة ام خمسين الف دولار.. لا كنست حوش حدادي مدادي.. لا ( زعفت ليها حيطة).. طبعاً نحن ناس عطبرة (اخصائيين التزعيف).. خاصة غبار يوم الوقفة.. لازم يوم الوقفة يجي غبار.. في اي شهر من شهور السنة.. لو كنا غير متأكدين من بكرة العيد ولا لا.. يجي الغبار.. نعرف ان غدا يوم العيد السعيد..

تلك الصينية.. لم تجلس القرفصاء وتغسل العدة (في الطشت).. ولا دعكت صينية الغداء وحوافها بالسلك الخشن.. ولا (كرشت ليها حلة).. والعجب لو حلة تركين.. طبعاً حلة التركين لا يمكن غسلها الا باستدعاء فريق الوبائيات لها.. ليتم غسلها وتعريضها لأشعة الشمس لسبعة أيام متتالية.. الصينية.. لا نظفت كمونية.. ولا ( نتفت ريش الحمام والموية الحارة سلخت يدها )..لم تتأذى عيناها بدخان الحطب اثناء عواسة الأبري.. ولم تحترق أصابعها بصاج الكسرة ذي الدرجات التي تفوق الألف درجة.

لم تتورم أياديها بغسيل حواف الجلاليب والسراويل التي تغبرت في سبيل الله جيئة وذهابا من المساجد..وخيام الأعراس والتعازي ورجعت وفوقها الخبوب والطين.. ولم تترك المكواة علامات دائمة في جسمها.. لأن مكوة الجلابية تحتاج مهارة خاصة.. لا يقدر عليها الا بنات بلدي.. ما دقت الشطة ولا نشفت اللحمة ولاشدت الفول.. ولا زرعت الزريعة.. ورغم ذلك تم تعويضها خمسين ألف.. وبنت بلدي بعد كل هذا يأتي من يقول لها آخر اليوم.. (انت بتعملي شنو ؟ ما قاعدة مرتاحة في البيت تحمدي سيدك).

لله الشكر من قبل ومن بعد.. لكن مهام ربات البيوت تنوء بها الجبال الشامخات.. ولا احد يقدر ما يفعلن.. بل نقول بكل جراءة.. (والله فلانة ما شغالة.. قاعدة ساي في البيت).. وهي تؤدي أعظم وظيفة على وجه الأرض.. وظيفة لا توجد بها اجازة عرضية ولا أورنيك مرضي.. وظيفة يتم فيها الاستدعاء في اي وقت وتحت اي ظروف.. والمأساة انه لا يوجد لها أجر.. ولا مكافأة نهاية خدمة.. ولا حتى سن محددة للمعاش.. تعمل النساء في بيوتهن من المهد الى اللحد.. لا جزاءً ولا شكوراً.. ليس ذلك فقط.. كمان معاهو شوية تنمر.. نوع (انت بتعملي شنو ؟ مش ياهو البيت ولا حاجة تانية؟ ).

تفاصيل قولي والمجمل.. هذا المقال للفت الأنظار لدور ربات البيوت العظيم الذي تنازلن بكامل قواهن العقلية عن تلقي الأجور مقابل اداءه.. .. فارحموا ضعفهن.. وساعدوهن بقدر الامكان.. وامدحوهن.. وقولوا لهن كلاماً طيباً.. ذلك ان الأمر يمكن ان يصير قانون ونبقى في تعويضات بيت المال.. لأن الصين عودتنا.. كل شئ يبدأ منها.. وينتشر ويعم القرى والحضر.. وعما قريب تصبح الاعمال المنزلية مقابل أجر.. ومش أي اجر.. دولار أخضر يا ستهم .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد