لايكفي أن يسكب أحدهم بنزيناً على نفسه ويشعل عود ثقاب حتى ينتحر ويحترق ويفنى، البعض يحرق نفسه وينتحر ويفنى دون سكب وقود وإشعال نار، يكفي فقط أن تقف ضد صوت شعبك وأحلام الشارع وأمنيات الغلابى لتكون وبملأ إرادتك قد احترقت تماماً في وجدان الناس .الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي نموذجاً للرجل الذي أشعل الوقود في نفسه وأصبح يحترق والجميع يتفرجون عليه، حتى أعضاء مجلسه العسكري لم يكلف أحدهم نفسه عناء إطفاء ذلك الحريق، بسكب ماء عليه او إلقاء غطاء يخمد النار .أعضاء المجلس العسكري أنفسهم يحترقون الواحد تلو الآخر، والشعب يتفرج عليهم وهم يسطّرون أسوأ أيامهم في تاريخ السودان، بتصريحاتهم ومواقفهم وتعنتهم ومراوغتهم لرغبات وتطلعات الشعب السوداني .البرهان الذي كان أهزوجة الثورة ولحناً جميلاً في أفواه الثوار، الرجل الذي هتف له الجميع وحملوا صورته أيقونة في قلوبهم، صار الهتاف ضده.. الرجل أصبح مادةً دسمة للتندُّر والسخرية ورسامي الكاريكاتير، تحول الهتاف من إليه الى عليه. برهان القائد المرتجى، أصبح شعاراً لـ (كتر متاريسك زيد القيادة أمان.. الطلقة ما بتقتل بقتل سكات برهان ) .هكذا أصبح البرهان والمخلوع البشير في سرج واحد. المخلوع الذي هتفوا له (وسّع مجاري الدم زيد السجن ترباس.. الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الناس).. الآن صار برهان رفيق شعارات المخلوع.أرأيتم هل هناك حريق أكبر من هذا، في أقل من شهرين تتحول من نغمة الى نقمة من لحن وموسيقى الى إزعاج ونشاز .الرجل لم يكتفِ بالحريق الداخلي، بل أعقبه بجولة لحشد الدعم الخارجي لمجلس الكيزان العسكري، الجولة شملت تقديم واجب الولاء والطاعة وبيع المواقف وشراء الوقود والقمح. تباً لذلك الوقود، وتباً للقمح والدواء الذي يكسر الرجال ويحرقهم لتتم إعادة تدويرهم مثل النفايات الطبية.آخر نصيحة للرجل، لديك فرصة تاريخية قبل نهاية الأسبوع لتسجيل موقف ناصع في التاريخ، وإلا الحريق آت لا محالة!.خارج السور:أجمل شعار (لا بنخاف ولا بنطاطي نحنا كرهنا الصوت الواطي)..