بعد هدوء طيلة يوم امس الاحد في الخرطوم اندلعت مظاهرات ليلية بعد إنتهاء مباراة الهلال والأفريقي ، الأحد، في العاصمة السودانية الخرطوم مناهضة لحكومة الرئيس عمر البشير، وذلك بحسب وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن شاهد عيان قوله إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بعدما أغلق مئات المتظاهرين أحد شوارع العاصمة السودانية.
وجاءت المظاهرة عقب مباراة كرة قدم في بطولة دوري أبطال أفريقيا بين الهلال السوداني والإفريقي التونسي، والتي تخللها هتافات مناهضة للحكومة.
وبحسب رويترز فقد هتف المحتجون “الشعب يريد إسقاط النظام” و”حرية حرية” وسط تواجد كثيف لقوات الأمن.
واندلعت المظاهرات في عدد من المدن السودانية منذ الأربعاء احتجاجًا على التدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار السلع الأساسية على رأسها الخبز والوقود.
وأعلن الجيش السوداني في بيان الأحد، وقوفه بجوار الرئيس عمر البشير خلال الأزمة التي يمر بها السودان عقب اندلاع المظاهرات المطالبة برحيله.
ونشرت مواقع محلية معارضة أن 22 شخصًا لقوا مصرعهم في مواجهات مع الشرطة خلال المظاهرات التي كانت شرارتها بمدينة عطبرة شمالي البلاد.
بدأت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز الاربعاء في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها وامتدت الخميس الى مدن أخرى بينها الخرطوم. وتجددت التظاهرات الجمعة والسبت وخصوصاً في الخرطوم وأم درمان وفي الأبَيض في ولاية شمال كردفان.
وقال أحد سكان أم روابه عبر الهاتف لفرانس برس “تجمع حوالي 600 شخص في سوق المدينة وهم يهتفون وساروا حتى وصلوا أمام مبنى ديوان الزكاة وهم يحاولون الدخول الى المبنى والشرطة تحاول منعهم”.
وأكد شاهد عيان آخر أن المتظاهرين أحرقوا إطارات وأغصان أشجار جافة في الشوارع الرئيسية للمدينة.
وبعد الظهر، تجددت الاحتجاجات في مدينة عطبره على بعد 400 كيلومتر شمال العاصمة. وقال شاهد في المدينة التي انطلقت منها الاحتجاجات لفرانس برس عبر الهاتف “خرج اليوم المئات من ضاحية السياله في مدينة عطبره وهم يهتفون في طريقهم لوسط المدينة واعترضتهم قوات مكافحة الشغب وسيارات عليها أشخاص بملابس مدنية واطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع”.
أطباء ومهندسون ومعلمون
وانضم إلى التحرك المطلبي “تجمع المهنيين” الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات بالدعوة إلى إضراب للاطباء الاثنين في جميع مستشفيات السودان، مؤكداً أنه “يراقب تردي الاوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين”.
وأضاف التجمع في بيان تلقته فرانس برس “سنقوم بمجموعة إضرابات في قطاعات مختلفة تبدأ بالاطباء”. وقال الطبيب محمد الأصم عضو التجمع لفرانس برس إن “الاضراب غداً وهو بالتنسيق مع لجنة الأطباء في التجمع والتي أنا عضو فيها وسوف يقوم الاطباء فقط بالتعامل مع الحالات الطارئة”.
من جانبها، أكدت القوات المسلحة السودانية في بيان “التفافها حول قيادتها وحرصها على مكتسبات الشعب وسلامة المواطنين”، وقالت إن الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات تعمل “ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة”.
في الأثناء، بدت شوارع الخرطوم هادئة والحركة فيها أقل من المعتاد رغم أن الأحد هو بداية الأسبوع، في ظل الاغلاق التام للجامعات والمعاهد العليا والمدارس على إثر قرار أصدرته السلطات الجمعة.
وانتشرت قرب الجامعات ناقلات داخلها عناصر من شرطة مكافحة الشغب يحملون هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سونا) أن السلطات “ضبطت خلية تخريبية تريد القيام بأعمال تخريبية في العاصمة كما حدث في مناطق أخرى”. وأضافت أن الخلية “تضم أعضاء في أحزاب معارضة ولديها اتصالات مع حركات متمردة” بدون ان تسمي الأحزاب او الحركات.
واستمر وقوف المواطنين في طوابير أمام المخابز. وفي الخرطوم بحري رفضت المخابز أن تبيع لكل فرد أكثر من 20 قطعة خبز زنة 70 غراماً للقطعة، في ظل تذمر المواطنين.
وقال مواطن وهو يتسلم الخبز “لدي أسرة كبيرة وهذا الخبز لا يكفينا للوجبات الثلاث”. فأشار عامل المخبز إلى رجل الأمن في الداخل، وقال “لن يسمح لي بأن أعطيك أكثر من هذا”.
وفي القضارف شرق البلاد والتي شهدت احتجاجاتها سقوط قتلى، قال صاحب محل تجاري، “فتحنا محلاتنا وجنود من الجيش يحرسون المحلات ويتجولون في السوق وهم مسلحون”.