صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إنقلابية الفلول أم العسكر ؟! 

17

صباح محمد الحسن

أطياف – صباح محمد الحسن

إنقلابية الفلول أم العسكر ؟! 

لم تكن المحاولة الإنقلابية التي أعلنت عنها الحكومة امس تمثل عنصر مفاجأة للمتابع للمشهد السياسي ، كانت البلاد تعاني من احتقان سياسي وأمني استمر لأسابيع ، بدأ بالانفلات الأمني في العاصمة والولايات بصورة منظمة ومفتعلة ، واستمر بحركة دؤوبة للفلول في ولايات السودان وكانت احداث شرق السودان هي بداية شرارة الفتنة ، وانتبه لهذه التحركات عدد من قيادات الحكومة المدنية حيث تنبأ رئيس مجلس الوزراء منذ إعلانه لمبادرة الاصلاح السياسي والعسكري ، أن الأوضاع ربما تتأزم كثيراً ان استمر الوضع على حاله الذي وصفه بالمقلق كما كشف الرئيس المناوب للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة، عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، قبل يومين فقط عن تحركات لفلول النظام البائد لإعاقة عملية الانتقال الديمقراطي بالبلاد وقال الفكي، إن المرحلة الانتقالية أصبحت مهددة من خلال النشاط المتزايد لفلول الحزب المحلول من داخل وخارج أجهزة الدولة

حتى اعلنت الحكومة عبر رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك أن المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت من تخطيط فلول النظام المخلوع

لكن وبما أن كل السيناريوهات التي سبقت المحاولة الانتقالية كانت خطط مصنوعة ، يقف خلفها من يقف من الفلول والعسكريين، وانها تمت فقط لتمهد طريق الانقضاض على السلطة من قبل العسكريين ، إذاً ما الذي يجعلنا على يقين ان لاتكون هذه المحاولة جزء من تلك السيناريوهات برعاية العسكر أنفسهم الذين اقترب موعد نهاية حكمهم في الفترة الانتقالية ، ويريدون ان يرسلوا رسالة في بريد الحكومة التنفيذية ، ان لنا القدرة والاستطاعة على استلام السلطة متى مانشاء ونريد ، كيف لا فالذين حاولوا اذاعة الإنقلاب دخلوا الي دار الاذاعة والتلفزيون بكل سهولة دون ان يعترضهم احد من الحراسة العسكرية للمبنى ، او حتى يتم القبض عليهم فوراً داخل مبنى التلفزيون

فالرسالة تقول : (نحن نستطيع ان نسيطر على السلطة فاليوم طلبنا (مجرد طلب ) من الشخص المسئول عن البث ان يذيع الانقلاب ( بالحسنى يعني ) ولكن غدا ربما يكون أمراً تحت تهديد السلاح

فبربكم كيف لعناصر الانقلاب ( الحقيقي ) أن تطلب من فني البث طلبا بهذه الطريقة (الراقية والمتحضرة) لا وتسمح له بإجراء اتصالات بمديره العام او بوزير الاعلام او غيره ، ولطالما ان الاتصال ( مسموح به ) لماذا لم يكلف نفسه بالاتصال على عناصر الحراسة ( اصحاب الدبابات ) بالقبض عليهم قبل مغادرة المبني؟ فالرجل في حديثه للصحف قال أنه تابعهم حتى خرجوا ودخلوا الي مبني جوار التلفزيون

أليس بالغريب ان تلفزيون رفضت حراسته المشددة من قبل دخول وزير الإعلام كيف لها ان تسمح بدخول عناصر غريبة للتلفزيون حتى يصلوا غرفة البث

كما ان سيناريو الانقلاب مثلما كان رسالة للحكومة هو رسالة ايضا في بريد المواطن اننا نحن من يقف لحماية الوطن وحماية الفترة الانتقالية من عناصر النظام المائت ، ونحن من نحمي الثورة وحكومتها من الفلول وهذه ليست المرة الأولى الا نستحق تمديداً لفترة حكمنا بعد هذا كله العسكريون هم خلف كل الذي يحدث ومثلما سمحوا للإنفلات الأمني ان يكون واقعاً وللناظر ترك ان يكون بطلاً ، هم من سمحوا بالأمس لعناصر الفلول بهذه المحاولة الفاشلة

ليتها تعي الحكومة ان مثل هذه المحاولات الفاشلة الحقيقية والمصنوعة ماهي الا مرآة تعكس حجم الخلل والضعف الذي تعاني منه ، ولكنها تكابر وتتعمد عدم إصلاحه وتستمر في تراخيها الذي يجعل خصومها كل يوم يزدادون قوة وشراسة ، حكومة ان لم تستطع حماية نفسها من هؤلاء كيف لها ان تحمي شعبها وثورتها ؟!

طيف أخير :

عزيز انت ياوطني برغم قساوة المحن

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد