أعترف أنني في كثير من الأحيان أشعر أن كتابة العمود اليومي للكاتب هي بمثابة رهق وتعب نفسي وعصف ذهني عظيم ليس لأن ذخيرتنا اللغوية كملت أو أن عقولنا توقفت عن التفكير أو حتى من قلة المواضيع، لكن فقط إحساس أنك ربما تكتب بعيداً عن أوجاع الناس هو أمر قاسٍ ومتعب نفسياً وذهنياً، وخلوني أقول إنني أمس الأول كنت أتأهب للكتابة حول )موضوع ما (، لا أريد أن أذكره تعريفاً وتفصيلاً الآن حتى لا أقلل من شأنه لكن بوضعه في مقارنة مع وجع الناس اليومي تقل أهميته ويصبح في غير أوانه ومكانه، أقول إنني وبينما أتأهب لكتابة زاويتي جاءني اتصال من قارئة عزيزة سألتني سؤالاً مباشراً ومباغتاً وصريحاً أنتي يا أم وضاح بتعملي ملاحك بي شنو ؟؟؟وطبعا لم أستطع الإجابة لأنني لم أفهم السؤال وقتها، وعندما طلبت منها توضيحاً أكثر قالت لي : ربع البصل وصل )240( جنيهاً والدكان المجاور لمنزلي يبيع )5( بصلات )القاورما( بي )25( جنيهاً، وهو ما لا يصنع حلة ملاح واحدة ، ثم واصلت غاضبة نعمل شنو يا أخوانا ما تكتبوا لينا للمسؤولين يشوفوا الحاصل ده حده وين؟؟؟؟؟؟
وبصراحة أقول إن السيدة لها ألف حق في حديثها فما جدوى الكتابة في أي موضوع بعيداً عن معيشة الناس التي أصبحت كدراً ، وربع البصل – الذي هو سلعة لا تستورد ولا يفتح لها اعتماد في البنك المركزي – وصل هذا الرقم الفلكي ، والسلعة مهمة لحد بعيد إذ أنها تشكل المكون الأساسي لوجبات أهل السودان من الغبش على تواضعها ، ونحن ناس لا بتاعين فطائر ولا خبائز ولا كريم شانتي ولا بديل للبصل إلا البصل يعني مهما تفتقت العبقرية السودانية ممكن نعمل الخدرة بدون بصل كيف ؟؟؟ ولا الويكة كيف ؟؟؟؟؟؟ ولا السخينة كيف؟؟؟؟؟ ؟ لينبري السؤال المهم شنو البخلي البصل يتعزز رغم أنه الآن في واحد من أفضل الفصول لإنتاجه ووفرته وهو فصل الشتاء، وبالتالي كل الشواهد تؤكد أن الارتفاع في الأسعار مفتعل ومقصود ومتعمد ، وهناك من يتربح بلا أخلاق ولا ضوابط ولا منطق !!!!يا جماعة يامسؤولين خلوني أسألكم سؤالاً: الست الغلبانة التي سألتني له: بتسوو ملاحكم بي شنو ياهو ربع البصل أب )244( ده، والموضوع بالنسبة ليكم عادي لا يؤثر في ميزانيتكم أو يرهق جيوبكم ويطير النوم من عينكم كحال المكتويين بارتفاع الأسعار وتصاعدها من غالبية المواطنين الصابرين صبر أيوب، ياسادة يا كرام من المسؤول تحديداً عن موضوع البصل الإتعزز وحصل الليمون عشان بالغنا في ريده ؟؟ من يفهمنا سبب هذا الارتفاع وليس هناك زيادة في أسعار الوقود أو أي أسباب محسوسة وملموسة تجعله يصل ليد المستهلك بهذا السعر الخرافي.
أعتقد أنه آن الأوان أن تضرب الحكومة بيد من حديد على المضاربين والمسمسري ن الحاكمين السوق ، الذين يصنعون الأزمات ويضعون الحكومة في وش المدفع وهم الذين يحركون خيوط اللعبة، وقد أصبحنا بلداً غريبة وعجيبة تتمدد فيها الإمبراطوريا ت تحت سمع وبصر السلطات، وبعد إمبراطوريات الأسمنت والسيخ والعملة والسكر جاء الدور لظهور إمبراطورية البصل فيا جماعة الخير فعلوا أجهزتكم الرقابية والمحاسبية وأوقفوا هذه المهازل، خلونا نكتب عن الفن وعن الجمال عن المستقبل وعن الأحلام الوردية، أقول ليكم حاجه ) نظبط الحلة(!!!!!
كلمة عزيزة
واضح جداً أن السيد والي الخرطوم يمضي نحو إيجاد حلول حقيقية لملف النظافة واجتماعه أمس مع عدد من رجال المال يشير إلى حدوث شراكة بين الحكومة وقطاعات المجتمع ستبدأ بشرياتها بنفرة تشمل كل المحليات )السبت( القادم.
كلمة أعز
تعطيل إجازة قانون جديد لحماية المستهلك يفضح حقيقة وجود متآمرين وخفافيش ظلام وأذرع طويلة تخنق رقاب المواطنين وهي مستفيدة من عدم وجود قانون يحمي المستهلك.