> وأعني دقلو (إخوان)..بالمنطق > وأعني دقلو (إخوان)..> فقد طغى صوتيهما في غياب صوت الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي..> سيما دقلو الكبير؛ نائب هذا المجلس العسكري..> وقد نُسب إليه أن بعض رفقائه في المجلس نصحوه بالصمت…إلا أنه أبى..> وليته عمل بنصيحتهم هذه…إن صحت الرواية..> وذلك بدلاً من التمادي في أسلوب خطابي يُذكر الناس بالبشير… ورموز الإنقاذ..> فطريقة المخلوع في الكلام لم تكن تقل سوءاً عن أفعاله..> وأدت ــ بتراكم السنوات ــ إلى (تراكم) شحنات من الغضب تجاهه… وتجاه نظامه..> وانفجرت هذه الشحنات أخيراً هتافاً فحواه (تسقط بس)..> وكان مقصوداً به (الرقاص) في المقام الأول؛ ثم الأدنى… فالأدنى… فالأدنى..> يعني علي عثمان… نافع…الجاز؛ وهكذا..> وكتبنا كثيراً ننصحهم ــ وإخوانهم في السوء ــ بأن يُسعد النطق إن لم تُسعد الحال..> ولكن السوء تواصل؛ أفعالاً… وأقوالاً… وأخلاقاً..> وكلما ازدادت وتيرة الفشل ــ واكتناز المال ــ ازدادت وتيرة استفزاز الناس..> وحميدتي ــ وأخوه ــ يعلمان ذلك… ويعلمان نتائجه..> ورغم ذلك يسيران على خطى لغة المخاطبة الاستفزازية ذاتها… هذه الأيام..> وما من يوم يمر وإلا ويسمع الناس تحدياً من دقلو الكبير..> ويصر دقلو هذا ــ بفهم غريب ــ على مسح كل انطباع جميل عنه في بداية الثورة..> وأنا ــ كاتب هذه السطور ــ كنت أحد الذين أشادوا به كثيراً..> بيد إنا لا نعلم ماذا دهاه الآن؛ فالآثار السلبية للسلطة لا تظهر بمثل هذه السرعة..> ولا ندري (كيف يكون الحال) بعد عامٍ… فأكثر..> ومن أجل هذا كره السودانيون حكم العسكر… وخطاب العسكر… وأسلوب العسكر..> ولكنه لم يكره العسكر كأفراد مؤسسة وطنية محترمة..> ودلالة ذلك استجارته بهم من أحد منسوبيهم ــ وهو البشير ــ بعد أن طغى وتجبر..> بل وهمَّ بهم قتلاً ــ جماعياً ــ بالرصاص الحي..> فجيش السودان ــ طوال تاريخه ــ لم يعتد على أبناء وطنه العزل؛ وإن ثاروا..> ولكن أفراداً من قوات دقلو ــ الكبير والصغير ــ يفعلونها..> ونهار الأول من أمس اعتدوا على بعض موظفي البنك المركزي… أمام الكاميرات..> ومع الاعتداء شيءٌ من استفزاز لم نعهده في الجيش..> والذين تسببوا في مجزرة الثامن من رمضان كانوا يرتدون زي الدعم السريع..> وإن لم يكن هو الدعم السريع ذاته فعناصر تشبهت به..> ومن قبل ــ إبان ثورة ديسمبر ــ ارتدت عناصر أيضاً زي الشرطة لضرب الثوار..> ولكن ما من عناصر تفكر في زي القوات المسلحة أبداً..> والآن لا أحد من أعضاء العسكري ــ من القوات المسلحة هذه ــ يستفز الشعب..> وعلى دقلو (إخوان) أن يراجعا حساباتهما سريعاً..> وعلى الكبير منهما ــ بالذات ــ أن يجتهد في استعادة حب الناس له… الذي أضاعه..> وأول خطوة ــ في سبيل ذلك ــ ألا يستمع إلى (المطبلين)..> فهؤلاء هم الذين ظلوا وراء البشير ــ تطبيلاً ــ حتى أوردوه موارد الهلاك..> كما يبتعد ــ بالقدر ذاته ــ عن رموز أحزاب الكيكة..> فإن كان فيهم خيرٌ يُرتجى لما زادوا نظام البشير خبالاً… وضغثاً على إبالة..> يا دقلو (إخوان): نرجو منكما الكثير في هذه المرحلة..> وهذه رسالتي إليكما!!