صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إستخدموا هذا السلاح

22

بلا حدود

هنادي الصديق
إستخدموا هذا السلاح

تعودنا من أهل الاسلام السياسي، ممارسة الإستغباء للشعب في كافة تصريحاتهم ومواقفهم المتلونة، والتي تكون خالية من أي مضمون مفيد، الغرض منها صرف الأنظار عن )بلوَة قادمة(، أو لجسَ نبض الشارع في موضوع يخشى الاعلان عنه.
بالمقابل تعود عدد غير قليل من المواطنين إبتلاع طُعم تصريحات كبار المسؤولين بالنظام وحتى ممن تم الاستغناء عن خدماتهم وباتوا في )دكَة البدلاء(، لتصبح تصريحاتهم مادة دسمة للمواطنين )للعنة وللسخرية(، تاركين الفعل وموجهين جُلَ همهم ومجهودهم لردَ الفعل بعيدا عن قضيتهم الأساسية التي تستحق التركيز الجاد.
قبل ايام شغلت الرأي العام تصريحات لأحد منسوبي الوطني من مسؤولي الغفلة بتشريعي الخرطوم، ينتقد فيه التظاهرات ويصف المتظاهرين الشباب بأن سبب خروجهم للتظاهر )رغبتهم في النكاح(، وهو أغبى تصريح يخرج من مسؤول في الفترة الأخيرة، كما تابعنا تسجيلا لا يقل عن التصريح السابق في فكرته، مسرَب بعناية وقصد من مسؤول آخر )يستغبى( المواطنين، يتحدث فيه عن إكتشافه الذرة، وبأنهم توصلوا لقاتل الشهيد دكتور بابكر، وكيف أنه من داخل المتظاهرين أنفسهم، وانها شابة )شيوعية( قتلته بسلاح بندقية خرطوش كان في )شنطتها(.
تصريح غني عن التعبير بات أضحوكة الشارع وإنتزع ضحكات وسخرية الشارع السوداني على العبقرية المهولة التي يتمتع بها المسؤول الكبير، والقدر العالي من الفهم والوعي الذي يكشف عينة وشاكلة منسوبي النظام.
ما أود أن اخلص له، أن إبتعاد المواطنين المؤمنين بقضيتهم وحتمية التغيير، ومواصلة المدَ الثوري الذي بدأ في الزحف الجاد نحو الهدف، لابد وأن ينصرفوا عن مثل هذه التصريحات حتى لا تجد مساحات في وسائل التواصل الإجتماعي وفي مجالسهم، وإنشغالهم بالنقاش وطرح أفكار جديدة ووسائل إضافية لإنجاح مشروع الإنتفاضة لأن ذلك هو المحك وهو الأفيد.
ويمكن الإستعاضة عن ذلك بإستغلال وكشف ثغرات النظام وأجهزته القمعية التي تعودت وإستمرأت الكذب والتضليل وبث الإشاعات ورسائل التهديد للمواطنين البسطاء، وتفنيدها وتعريتها للشارع العام وللمجتمع الدولي، ليتبين ويتأكد سوء النظام السوداني، على سبيل المثال، ما قاله حول )بندقية خرطوش في شنطة بت(.
وضرورة عكس الإنتهاكات التي تتم للمحتجين والثوار السلميين وللمهنيين بما فيهم الإعلاميين وكشف ضعف ووهن الاجهزة الأمنية التي تضع نفسها ونظامها في ورطة مستمرة بإنفعالها وتخبطها وإتخاذها قرارات تصعيدية كردود أفعال تأت بنتائج كارثية عليها، وأعني هنا قرار جهاز الامن بالأمس بسحب بطاقات عمل العديد من الزملاء الإعلاميين من مراسلي قنوات ووكالات عالمية على رأسهم الزملاء سعد الدين حسن مراسل العربية الحدث وبهرام مصطفى مراسل وكالة الأناضول التركية، لعكسهم )حقيقة( زيارة رئيس الجمهورية للكريدة، وهي الحقيقة التي أغضبت جهاز أمن النظام، فجعلته يتخبط بهذا القرار الذي جعل السودان والعالم أجمع يعلم حقيقة الزيارة المزعومة، والتي بداية نجح النظام في جعلها كسبا كبيرا وهزيمة نكراء للمعارضين، قبل أن يتكرم مشكورا ويقدم خدمة جليلة بكشفه لحقيقة الزيارة من خلال إستدعاء وسحب تراخيص )الإعلاميين الدوليين( ليكتشف العالم وليس السودانيون فقط حجم الضلال والكذب الذي يُمارس علنا بحشود مزيفة لتأكيد قبول غير موجود أصلا لرئيس الجمهورية
وقبلها واقعة إعتقال 27 صحافيا بسبب شروعهم في تقديم مذكرة إحتجاجية سلمية لإدارة الإعلام بالجهاز، وبدلا عن إستلام المذكرةالسلمية )من سكات بهدوء( كانت المطاردة والإعتقال وما صاحبه من ضجة إعلامية تناقلتها الفضائيات والوكالات بكثافة أزعجت السلطات نفسها.
المواطن مطالب بالطرق على عكس فشل الاجهزة الأمنية وسوء إدارتها وفشلها في التعاطي مع الازمات بصورة إحترافية، الامر الذي يؤكد أن نظام تديره مثل هذه العقليات، وبقليل من العقل وإستخدام هذا السلاح مؤكد )سيسقط عاجلا(.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد