احتفل أهل السودان واحتفوا وافتخروا بابنهم “المعز” اللاعب الفلتة، الذي حكر قطر في البطولة الآسيوية وحسم الرهان لصالحها، و”المعز” بالتأكيد ليس هو الشاب السوداني الأول ولن يكون الأخير الذي يبهر العالم بتميزه وتألقه، لينبري السؤال المهم يا ربي لو كانوا يمارسون هذه الأنشطة بالداخل هل كانوا سيحصدون ذات النجاح وسيحققوا ذات البطولات؟، طيب لو أصلا عندنا خامة مثل هذه الخامات مؤكد أنها ليست صُدفة ولا وليدة لحظة، لماذا تخبؤ وينطفئ بريقها؟، وهناك العشرات بل المئات من الشباب في ذات تميز ولدنا “المعز” وربما أكثر، لكنهم للأسف لم يجدوا من ينفض الغبار عن مواهبهم، ولم يجدوا من يأخذ بيدهم ويفتح الطريق أمامهم، وهذا السكون والسكوت ليس خطأهم ولا جريمتهم، لكنها غلطة الحكومة التي ظلت وعلى طول السنوات الماضية تعتبر وتعتقد أن الوزارات ذات الصلة بالشباب والرياضة والثقافة والإبداع، هي مجرد وزارات ديكورية وتمامة عدد في أي تشكيل وزاري، وبعد ما الكيكة تتقسم يراضوا بيها فلان ويحنسوا بيها علان حتى لو كان هذا الفلان والعلان علاقته بالرياضة والثقافة زي علاقتي بالكاراتيه، وهذا لعمري منتهى الاستهانة بما تمثله هذه الوزارات من أهمية قصوى تجاه ملفات معنية بها بالدرجة الأولى والدليل القاطع على فشل هذه المحاصصات الفاشلة هو الحصاد المُر الذي نلوك علقمه، وشبابنا يتواضع في الداخل ويتوهج في الخارج كما حال “المعز” وأنداده
لذلك اعتقد أننا محتاجون إلى ضرورة احترام دور هذه المؤسسات ومنحها لخبازيها الذين يعرفون قدرها ومقدارها، ويستطيعون أن يطوعوا خبراتهم وأفكارهم وانتماءهم لهذه الشرائح إلى نجاحات ملموسة لاسيما وأن العارفين بشعابها بالمئات لكنهم للأسف يجلسون على رصيف الفرجة متحسرين عليها وعلى حالهم، وبالتالي لابد أن نصحح هذه النظرة الضيقة تجاه الوزارات المعنية بحراك الشباب وحراك المبدعين الذين لا يجدون أجواء مناسبة تتنفس فيها رئاتهم إلا بالخارج لأنه ببساطة يجدون الفرص متاحة من غير إقصاء ومن غير حساسيات ومن دون عقبات كما يحدث عندنا للأسف، وكم من مجاديف كسرتها الأحقاد وكم من أجنحة قصقصها الحسد ومنعت عن الطيران وفي النهاية الخاسر هو هذا الوطن ليظل متخلفا ومتراجعا ومتأخرا ونظل نعض بنان الندم والحسرة، ونفخر ونقشر بأولادنا وهم يحملون جنسيات الآخرين ونقول يا ريت اللي جرى ما كان.
كلمة عزيزة
لابد لولاية الخرطوم أن تنفذ خطتها بتوفير السلع لمواطنيها عبر منافذ البيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة، لأنها واحدة من الطرق المضمونة لمحاربة غلاء الأسعار ومحاربة السماسرة، الذين يلوون عنق السوق ويتحكمون في أنفاسه، ولابد من أن تفعل الولاية أجهزتها الرقابية لحماية المستهلك من الجشع والطمع الذي يمارسه بعض التجار.
كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن، وأجمع أهلها على كلمة سواء.