يا إلهي.. أعادت تلك القوات النظامية وتلك المتخفية لتضرب الناس مجدداً بتلك القسودة، بعد أن ظنوا أنها “سقطت”؟! أعادت كتائب الظل مجدداً لتطلق الرصاص وتقتل الناس وتسبب الآلام والأحزان؟
ما الذي استجد لتُطلق تلك القوات الرصاص الحي في وجه المعتصمين السلميين الذين لا يحلمون سوى عبارات يرددونها صباح مساء؟! ما هي مناسبة الفعل العنيف الذي يحدث الآن أمام القيادة؟
أبعد أن توصل الطرفين لاتفاق حول صلاحيات المجلس وهي نقطة خلافية رئيسية، تُكافئ القوات النظامية المواطنين بالقتل والدهس والرصاص؟ كيف اعتقدوا للحظة أن ممارسة هذا العنف يمكن أن يضمن لهم شيئا؟
صحيح أن المجلس العسكري بدا ضعيفاً في أوقاتٍ ماضية، لكن يبدو واضحاً أنه ليس من مصلحته التصعيد الميداني وتعكير الأجواء واستخدام العنف. قبل أيام عقد قائد قوات الدعم السريع بالإنابة عبد الرحيم دقلو لقاءً مع صحفيين أعرب فيه عن قلقهم من استفزازات تتعرض لها قواته ومن عنف ربما يكون محتملا. أكد عبد الرحيم أنهم لن يفضوا الاعتصام بالقوة وفي ذات الوقت لن يسمحوا بالفوضى خاصةً في الشوارع البعيدة من القيادة، أو هكذا قال. لكن بعد أيام ومع اقتراب الطرفين للتوصل لاتفاق، ملأت سحابة ملبدة بالغيوم أجواء الميدان، وبدأ التصعيد بمحاولات لإزالة المتاريس ليعقبها تصعيد جديد من الثوار بإغلاق بعض الشوارع والكباري لترد القوات النظامية على ذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع والذي اختفى منذ سقوط النظام.. أمس أخذت الأحداث مساراً آخر، بدأت الأولى بمشاهد عنف اعتاد الناس عليها في النظام السابق بضرب “محتجين” بالسوط ثم التهجم عليهم دهساً بالتاتشر، ليوقع إصابات بينهم.. لكن تحولت البدايات إلى نهايات عاجلة بإطلاق الرصاص والتسبب في استشهاد “شاب” حتى كتابة هذا العمود وجرح العشرات! ربما كانت هناك جهة ثالثة ترغب في زعزعة الاستقرار، ولكن ما هو معلوم بالضرورة أن التبرير في هذا الأمر “مرفوض”، فالمسؤولية الأولى تقع على المجلس العسكري والتأكد من عدم حمل جهة غيرهم السلاح.. المجلس أصدر بياناً في وقتٍ متأخر قال فيه إن هناك جهات تتربص بالثورة تريد إجهاض الاتفاق.. وربما حديثهم صحيح ولكن مسؤولية من هذه؟