صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أيحسبون الشعب اضينات وهبنقات

78

بشفافية

حيدر المكاشفي

أيحسبون الشعب اضينات وهبنقات

(ظللنا نتابع بقلق شديد الأحداث الدامية بمدينة الأبيض والتي راح ضحيتها مجموعة من أبنائنا الطلاب، الذين نسأل الله أن يتقبلهم عنده القبول الحسن، ودعواتنا للجرحى والمصابين بعاجل الشفاء. ونحن إذ ندين هذا المسلك باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين، والذي أدى إلى سفك المزيد من الدماء، نطالب المجلس العسكري باعتباره الجهة المسؤولة عن أمن الوطن والمواطن بالتحقيق العاجل فيما حدث، والإعلان بصورة سريعة عن نتائج التحقيق، وتقديم الجناة إلى محاكمات تطمئن الرأي العام، وتعيد الثقة في مؤسسات الدولة واجهزتها. كما نطالب المجلس العسكري الانتقالي بضمان احترام حقوق الإنسان بكافة أشكالها، من حرية التعبير والتجمع والتظاهر وغيرها وفق ما كفلته التشريعات السماوية والقوانين والمواثيق الوطنية والدولية.)..تصوروا ما بين القوسين هو جزء من بيان أصدره حزب المؤتمر الوطني الذي ما اندلعت الثورة الا لتخليص البلاد من فساده وعنفه وصلفه وتسلطه، اذا به يخرج للناس وللمرة الثانية، بلا وازع من أخلاق ولا رادع من حياء بل بكل جرأة وبجاحة وقوة عين، ليترحم على قتلى المظاهرات وهو من قتل وسحل وأباد الالاف على امتداد سنين حكمه الكالحة، ويدين استخدام العنف المفرط وهو من تفنن في ممارسة التعذيب بلا رحمة في أقبية جهاز أمنه وبيوت أشباحه، ويطالب بالتحقيق العاجل وهو من لم يحدث أن خرجت أيا من لجان تحقيقه العديدة ولو بتقرير على شاكلة تقرير لجنة فض الاعتصام الهزيل، ويطالب باحترام حقوق الانسان بكافة أشكالها وكفالة حرية التعبير والتجمع والتظاهر، وكأنما كان هو راعي هذه الحقوق اللهم الا أن تكون هي رعاية الذئب للغنم..ﻫﺬﺍ والله فعلا زمان المهازل الذي قال فيه الشاعر، (هذا ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻣﻬﺎﺯﻝ ﻓﺎﻣﺮﺣﻲ، ﺯﻳﺪﻱ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻚ ﻭﺍﺟﻤﻌﻲ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ﻭﺍﻃﺮﺣﻲ، ﻭﺍﺿﺮﺑﻲ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻣﻨﺎ ﻭﺍﻗﺴﻤﻲ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﺍﻓﺮﺣﻲ، ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﺛﻮﺑﻪ ﻣﺪﻧﺎُ ﻳﻮﺯﻋﻪ ﺭﻗﺎﻉ ﻭﻳﻠﻒ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻔﻴﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﻤﺤﻲ، ﺳﻴﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺎﻛﺘﺒﻮﻩ..ﻣﻦ ﻛﺒﺘﻮﻩ..ﻣﺎ ﺩﺳﻮﻩ..ﻣﻦ ﺳﺪﻭﻩ..ﻣﺎ ﺳﺤﺒﻮﻩ..ﻣﻦ ﺣﺒﺴﻮﻩ..من ﻣﻨﻌﻮﻩ..ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻮﻩ..ﻣﺎ ﻗﺴﻤﻮﻩ..ﻣﻦ ﻗﺴﻤﻮﻩ..ﺳﻴﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ..ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺤﻲ)..
فما أقدم عليه هذا الحزب الذي ثار عليه الشعب ثورة عارمة شهد عليها القاصي والداني، لا تفسير له غير أنه ما زال على عنجهيته المخبورة، وما أنفك يتعامل مع الشعب وكأنه قطيع من الاضينات وثلة من الهبنقات، يضربه في زفة ثلاثين عاما ثم يحاول التملص من جرائمه عبر بيان هزيل، وما فتئ يفترض فيه الغباء وكأنه من أحفاد الرجال العشرة أو أنه من سلالة يزيد ابن مروان المعروف ب(هبنقة)..ولكن ان كان الحزب المخلوع ما زال على حاله القديم يعاني مرض السادية، فحاشا وكلا أن يكون الشعب بلا ذاكرة وبهذا الغباء الذي تفترضه فيه بياناته، وحاشا وكلا أن تكون الجماهير جمهرة من الماسوشيين الذين يحبون جلاديهم ومعذبيهم..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد