صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أنظروا إلى رجل من أهل النار!!

138

———-

ما وراء الكلمات _  طه مدثر

أنظروا إلى رجل من أهل النار!!

(1)

قال سيدنا علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه (اذا أردت أن تنظر الى رجل من أهل النار فانظر الى رجل جالس وحوله قوم قيام ) كان كدا ما أكثر أهل النار الذين رايناهم انا وانت.. وهو وهي!

(2)

قيمة كل امرئ ما يحسنه، هذه العبارة ليست صحيحة على إطلاقها، وتحديدا انعاكسها على واقع البلاد في كل المجالات، فأي قيمة جنيناها من أي فرد تولى أمر من أمور حكمنا، ليس في فترة الحكومة المدنية الانتقالية، ولكن نسأل على مدار ثلاثة عقود من الزمان؟ فغالبية من تولوا شئون الحكم نراهم يقدمون النوافل على الفرائض أي مصالحهم ومصالح كياناتهم على مصالح الوطن والمواطن، واذا أتى الوزراء الجدد ليمشوا على خطى من سبقوهم في الحكم فاننا وبضمير خال من التفاؤل، نقول للجنيه السوداني ابشر بطول مرقد!!

(3)

الدهر صرفان صرف رخاء (كالغول والعنقاء والخل الوفي نسمع به ولا نراه) واخر صرف بلاء (والحمد لله هو الذي يصاحبنا من المهد والى اللحد) والايام يومان يوم ليك (وهذا اليوم لم نعرفه بعد) ويوم عليك (وهو دائما كالصاحب بالجنب او الصاحب بالجنب) والرجال رجلان رجل ضدك (وما أكثرهم محل قبلت القاهم معاي زي ضلي) ورجل معك ومازالنا نبحث عن هذا الرجل الذي معنا !!

(4)

وجدي.. على فراش الموت قال لي اسمعوا وصيتي.. اياكم والضعف والوهن عند المصائب، والجذع عند الأزمات الاقتصادية والمعيشية، فلا تلطموا الخدود ولا تشقوا الجيوب، واياكم والحنين الى ايام المخلوع البشير، فإنها ردة ثورية لا يرضاها لكم إلا حاقد أو حاسد أو ناقم على ثورتكم أو متضرر منها، واياكم وشماتة أعداء الثورة من الكيزان والمكتوزنين، وعليكم بالصبر عليهم فمن صبر ظفر، ومن يضحك أخيرا يضحك لسابع جار، ولا تلتفتوا الى الشائعات ولا تنشغلوا بآخر ليل اسحاق احمد فضل الله، او زفرات الطيب مصطفى أو بكلمات حسين خوجلي، وغيرهم كثير من النائحات المستأجرات فدموعهم دموع كذب وندبهم خداع ومناحاتهم غش، فهم يبكون على ملك نزعتموه منهم انتم ثوار ثورة ديسمبر عنوة واقتدارا، وأحذروا الجداد الالكتروني العاقر الذي يكاكي ولا يبيض، واوصيكم بعدم التفريط في ثورتكم، وعضوا عليها بالنواجذ فان بقايا النظام البائد لم تسقط بعد، واياكم وكامل الثقة في المكون العسكري بمجلس السيادة فان الثقة فيهم عجز والاستسلام لغرورهم المركب خيانة لدماء الشهداء، ومتابعتهم هوان وإياكم والاستماع الى دعوات قيام انتخابات مبكرة وأسأل أصحاب تلك المقولة أين هي الاحزاب وبرنامجها وندواتها حتى تدعون الشعب إلى انتخابات مبكرة؟ فانها كلمة حق أريد بها باطل، واخيرا اوصيكم فاذا رايتم أن هناك نوعا من محاولات الانقلاب أبيض أو أحمر أو خاطف لونين، فانني اوصيكم بأن تعيدوا الثورة إلى الشارع ليقول كلمته الفصل فهو صاحب الجلد الرأس وهو ادرى بما ينفع الناس.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد