قرار تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية الذي اصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان فى فاتحة ديسمبر الجاري، حوى هذا القرار فيمن حوى من اسماء خاصة بالمكون العسكري، اسمين لشقيقين هما الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير ب(حميدتي) عضو مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، والفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع وهو ليس عضوا في مجلس السيادة، علما بأن المحاصصة المتفق عليها في تشكيلة مجلس الشركاء تشمل المكون العسكري بمجلس السيادة وقوى الحرية والتغيير ومجلس الوزراء واطراف عملية سلام جوبا، وعليه كان يجب ان لا يكون لعبد الرحيم دقلو أي وجود بمجلس الشركاء، اذ لا علاقة له به اللهم الا ان تكون علاقته بأخيه حميدتي وكونه قائد ثاني الدعم السريع سببا في ذلك، هذا غير ان اختيار عبد الرحيم دقلو يعد أول خرق للمادة 80 من الوثيقة الدستورية المعدلة، بالاضافة الى الخروقات الكبيرة التي انطوى عليها قرار البرهان فيما يلي اختصاصات وسلطات مجلس الشركاء، حيث منحه القرار سلطات تنفيذية وسيادية حين عهد اليه مهمة توجيه الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح البلاد العليا، وحشد الدعم اللازم لإنجاح الفترة الانتقالية إضافة الى (أي سلطات أخرى لازمة)، وفي ذلك مخالفة واضحة لمهمته المتفق عليها بين الاطراف كافة والمتمثلة في ان يلعب دورا تنسيقيا وتشاوريا للتوفيق بين ما قد يطرأ من تباينات
في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وكان لابد لرئيس الوزراء حمدوك ان يعترض ويتحفظ على مجلس الشركاء بصورته التي جاء بها القرار، فأبدى تحفظات موضوعية ومنطقية كون ان المجلس بشكله ومهامه المعلنة، لايمثل قوى الثورة بالشكل المطلوب الذي يراعي التوازن والتمثيل النوعي حيث خلت قائمة العضوية التي تم اختيارها من تمثيل النساء والشباب ولجان المقاومة.
كما لم يتضمن تعيين رئيس الوزراء رئيسا مناوبا للمجلس وفق ما اتفق عليه، وان صلاحيات المجلس تشوبها بعض الضبابية حيث احتوى قرار التأسيس نصوصا مبهة من حيث توجيه الفترة الانتقالية وحل التباينات في وجهات النظر بين الاطراف المختلفة خاصة الفقرة التي تنص (ان لمجلس شركاء الفترة الانتقالية اي سلطات اخرى لازمة لتنفيذ اختصاصاته وممارسة سلطاته) مما يفتح الباب واسعا امام التفسيرات المتعددة ويحدث تداخلا مع المؤسسات الموجودة والتي لم تستكمل بعد..وثمة ملاحظة اخرى في قرار البرهان، وهي انه بعد ان (رص العساكر رص) بدءا بنفسه وانتهاءا بعبد الرحيم دقلو، أتى اخيرا على ذكر الدكتور عبد الله ادم حمدوك..
وحكاية ترافق الاخوين ابني دقلو معا فى مجلس الشركاء، تعيد للأذهان تلك الطرفة التي خرجت (قطع أخضر) من لسان الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية من داخل أحد استديوهات إذاعة وادي النيل التي كانت تستضيفها في لقاء إذاعي بمعية زميلها الراحل الفنان ابراهيم الكاشف رحمهما الله، فلم تشاء الفلاتية أن تتحمل عبء كونها أمية لا تعرف القراءة والكتابة وحدها حين سئلت عن ذلك، فاصطحبت معها زميلها وقالت (أنا وأخوي الكاشف دا ما بنعرف نقرا)، وهذا هو حال حميدتي الكبير لا يسير وحده وإنما يصطحب معه دائما أخوه عبد الرحيم بقاسم الشراكة بينهما..