< تطرق الأخ مزمل أبو القاسم عبر عموده المقروء إلى انفلات أمني تنامى خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير في محلية شرق النيل، كانت آخر تجلياته ذلك الحادث البشع الذي هز منطقة دار السلام المغاربة والمناطق المجاورة، حيث قامت مجموعة من عصابات النقرز بقتل أحد الشباب طعناً بالأسلحة البيضاء إثر شجار في أحد المطاعم.
< بعدها قام ذوو القتيل بإحراق المساكن العشوائية التي يقيم فيها النازحون الجنوبيون على امتداد الشريط النيلي القريب لكوبري المنشية، وامتدت ردود الفعل إلى المساكن العشوائية بمنطقة الجريف شرق.
< العجيب أن الرئيس سلفا كير أعلن قبل أيام الحرب على عصابات النقرز الذين روعوا جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وكثيراً من ولاياتها ومدنها.
< بربكم هل من دليل على تنامي ظاهرة النقرز وتفلتات النازحين أكبر من تسجيل مضابط الشرطة )21( جريمة قتل في محلية شرق النيل في أقل من ثلاثة أشهر؟!
< كل الشريط المحاذي لجسر المنشية بات مرتعاً لعصابات النقرز الذين يشكلون خطراً داهماً على المواطنين، خاصة من الراجلين أو من تتعطل سياراتهم. وحكى د. مزمل عن أن ابنه وصديقه تعرضا للعدوان بعد تعطل سيارتهما بجانب جسر المنشية من قبل عصابة مكونة من خمسة أفراد من النقرز تحمل أسلحة بيضاء، حيث سلبت أموالهما وهواتفهما، واختفى المعتدون في المنطقة التي تعج بالسكن العشوائي والأشجار الكثيفة وبمعتادي الإجرام وتنتشر فيها الخمور البلدية وكثير من الموبقات.
< صدقوني أن الأمر لا يقتصر على محلية شرق النيل، فقد انتشرت الظاهرة في عدد من محليات ولاية الخرطوم بل وخارجها، وللأسف فإن انشغال الشرطة والقوات الأمنية بالاحتجاجات الأخيرة عطل اهتمامها بكثير من واجباتها الأمنية الأخرى بما في ذلك انتشار ظاهرة النقرز والمشردين والخمور البلدية.
< حتى قبل نحو عام كانت الشرطة تقوم من حين لآخر بمداهمات لمناطق النازحين والسكن العشوائي في بعض المحليات مثل أمبدة وجبل أولياء وشرق النيل، وتعلن عن العثور على كميات هائلة من براميل الخمور البلدية، وعن القبض على صانعات الخمور الجنوبيات ومعتادي الإجرام، ولكن للأسف يبدو أن الشرطة انشغلت بالشأن السياسي الذي تعتقد أنه أكثر أهمية!
< ظواهر مسيئة لبلادنا وعاصمتنا تتزايد بوتيرة عالية ونحن في غفلة عنها، من بينها أولئك الأطفال المشردون الذين يبيتون في العراء أو الذين يتحلقون حول الإشارات الضوئية، فارضين أنفسهم على سائقي السيارات بفوطهم التي يهوون بها على زجاج السيارات، أو المتسولون خاصة من النساء، ومعظمهم من الأجانب، كما تقول تقارير الشرطة.
< كل أولئك يعكسون صورة سالبة لبلادنا، وقد توقفت حملات الشرطة لمكافحة تلك الظواهر رغم القوانين الحاظرة لتلك الممارسات.
< ثمة قرارات صدرت قبل سنوات بترحيل اللاجئين إلى المناطق الحدودية القريبة من بلادهم، أسوة بما تفعل كل دول العالم التي تحجز اللاجئين في معسكرات خاصة بعيداً عن سكن المواطنين، ولكن متى كانت بلادنا التي تحكمها الفوضى تشبه بلاد الدنيا الأخرى؟!
< المنطقة المجاورة لسينما الوحدة بكوبر تعج بالأطفال المشردين الذين بلغت بهم الجرأة درجة تعاطي المخدرات والسلسيون أمام أعيننا، وقد واجه ابني تجربة مريرة شبيهة بما حدث لابن الأخ مزمل، حيث ضرب وأخذ هاتفه عنوة.
< بربكم هل يأمن أي منكم على حذائه في أي من مساجد الخرطوم التي يبلغ عددها عدة آلاف؟ ألا يعني ذلك أن عدد المشردين يبلغ عشرات الآلاف؟ ثم ألا يشكل أولئك المشردون خطراً أمنياً؟!
< ما أن اندلعت التظاهرات حتى تفرغت الشرطة والقوات الأمنية للمهمة الجديدة، باعتبار أن الحفاظ على الأمن )السياسي( مقدم على ما عداه من أولويات أخلاقية واجتماعية في دولة المشروع الحضاري!
< هل تذكرون قرائي تعطيل الواتساب الذي فتح الباب واسعاً لتطبيقات الكترونية بديلة جاءت بكثير من المشاهد والصور الإباحية؟!
< لقد قل وربما زال الاهتمام بحجب المواقع الإباحية الذي كان جهاز تنظيم الاتصالات يقوم به ويلزم به شركات الاتصالات، فقد تغيرت الأولويات )الوطنية( جراء الحراك الجماهيري الأخير!
< إني لأرجو من معتمد شرق النيل دكتور الناجي محمد علي الذي أثق، من خلال تجارب سابقة، في قدراته ونشاطه الجم، وكذلك من مدير عام الشرطة الفريق الطيب بابكر، مزيداً من الاهتمام بالجوانب الأمنية في محلية شرق النيل وبقية المحليات، مع تنظيم مداهمات دورية لمناطق وجود النازحين التي تنتشر فيها الخمور البلدية ويقيم فيها معتادو الإجرام وعصابات النقرز.