أمريكا على الخط !!
أطياف – صباح محمد الحسن
أمريكا على الخط !!
في ظل انشغال العالم بوباء (كوفيد 19)، الذي أربك جميع الحسابات السياسية والاقتصادية العالمية، ووققف كل المؤتمرات والمباحاثات السياسية، ولزم جميع قادة العالم منازلهم بأمره، وتحولوا إلى طهاة ماهرين يتسابقون في إرضا زوجاتهم واطفالهم، في زمن تعكف فيه جميع الدول الكبرى في ترتيب أوراقها الداخلية وحساباتها الخاصة، وحلحلة قضايها الصحية الخاصة لمجابهة المرض واستغلال ذات الظروف لتقديم خدمات لشعوبها وصرف ملايين الدولارات للجائحة، ومناقشة القضايا السياسية، الطارئة في ظل هذه الظروف وبلا مقدمات، دخلت امريكا على الخط، في اهتمام واضح وصريح بالشأن السوداني بالرغم من أن الظروف آنفة الذكر جديرة بأن تجعل هذا التواصل غير ضروريا في هذا التوقيت، ولكن امريكا تتابع عن كثب مايحدث ومايجري في السودان، وهي بلاشك تشعر وتعلم كل التحركات السلبية لأعداء الحكم المدني، وكل المخطات التي تطبخ الآن على نار هادئة، وبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الوضع في السودان، مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، يوم الاربعاء، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس في بيان. وخلال الاتصال، أكد الوزير بومبيو ورئيس الوزراء حمدوك، على أهمية تحقيق انتقال ديمقراطي ناجح في السودان، والمضي قدما في تعيين المجلس التشريعي الانتقالي وحكام مدنيين للولايات، وتعتبر هاتان القضيتان من النقاط الأساسية العالقة في الوثيقة الدستورية، التي تم التوقيع عليها في أغسطس الماضي، وبموجبها تم تشكيل مجلسين للسيادة والوزراء يقودان البلاد لفترة انتقالية تمتد لنحو ثلاث سنوات، وكرر الوزير بومبيو دعم الولايات المتحدة للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين وجهودها لبناء سلام دائم في السودان، وواصل الزعيمان المناقشات بشأن المبادئ والمتطلبات القانونية، للنظر في رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
اتصال يعزز أواصر الثقة في جدية امريكا لدعم الحكم المدني في السودان ويكشف عن نيتها الرفض لأي محاولات أخرى لإجهاض الثورة السودانية، أوقطع الطريق أمام الحكومة الانتقالية، ذات الاتصال كانت قد اجرته امريكا عندما استلم المجلس العسكري السلطة قبل توقيع الوثيقة الدستورية مع قوى الحرية والتغير عندما شعرت امريكا ان المجلس العسكري يريد أن يصور نفسه بطلا في مسرح الثورة عندما دخلت واشنطن إلى واجهة المَلف السُّوداني عبر مُطالبتها للمجلس العسكري الانتقالي بالإسراع في إكمال إجراءات تسليم السُّلطة لحكومة مدنية، ودعت إلى تجاوز الخلافات، وتجنيب البلاد سيناريو الفوضى والعنف، وان نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان طالب، رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال اتصال هاتفي بسرعة تسليم السلطة إلى المدنيين وتجنُّب العنف والعمل على تجاوز الخلافات مع الأطراف السياسية، وتتشابه الظروف الآنية والسابقة مع اختلاف طفيف، ولكن تبقى الرسالة واحده في بريد المكون العسكري بالرغم من الاتصال كان مع رئيس مجلس الوزراء، ولكن امريكا تريد ان تتحدث إلى حمدوك ليستمع البرهان وتصل الرسالة إلى نطاق أوسع فيه بعض المخربين والمتربصين القدامى والجدد !!
طيف أخير :
خليك بالبيك