مع تزايد غضب الشارع )الثائر أصلا( من إنعدام السيولة ومع عودة صفوف الخبز وتزايد صفوف الوقود، والخوف من أفران) الجيش المصري( والدعوة لمقاطعتها، وما يقال عن دقيق الخبز الروسي المصري المسرطن، وغيرها من اسباب ضاعفت غضب المواطنين، فقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن معركة كبيرة تنتظر شعب السودان في مواجهة الجيش والاجهزة الامنية والشرطية. وهي المعركة التي ستحدد في نهايتها سودانية ووطنية اصحاب الانتماء الحقيقي غير المزيف للوطن.
فقد بدأ الضغظ يتزايد من قبل الثوار الذين يدخل حراكهم اليوم ال 115 ضد النظام الحاكم، وبالمقابل بدأت الثورة المضادة من قبل السلطات وبرز ذلك في إتخاذ القرارات غير المدروسة والتي عادة ما تأت على غير ما يشتهي أصحباها. ولعل أبرزها يتمثل في الدعوة للخروج في موكب 6 ابريل من قبل تجمع المهنيين السودانيين وحلفاؤه من قوى إعلان الحرية والتغيير، حيث تم التحديد له بأن يكون إتجاهه هذه المرة على غير العادة، صوب قيادة قوات الشعب المسلحة بالخرطوم، وبدورهم إلتقط الناشطون على مواقع التواصل الاليكتروني والمدونون الذين تضاعفت أعدادهم بصورة كبيرة، القفاز وباتت كافة البوستات المكتوبة تحشد لهذا الموكب بالدعوة حتى لثوار الولايات بإستضافتهم بالمنازل بالعاصمة حتى يتمكنوا من اللحاق بركب الموكب التاريخي ورمزيته ودعمه في ظاهرة جديرة بالاهتمام، السلطات الأمنية بدورها ومن خلال مواقفها منذ بداية الحراك مؤكد لن تقف مكتوفة الأيدي، ومساء امس اصدرت قيادة قوات الشعب المسلحة بيانا تؤكد فيها وقوفها مع قيادة الدولة، ما يؤكد أن هذا الموكب ربما واجهته القوات المسلحة بالعنف. وربما قاد إلى كارثة ستضاعف من مشاكل ظلت تواجه النظام منذ فترة طويلة.
ومنعا لأي إحتكاك محتمل، وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه/ نتمنى من قيادة الجيش بمختلف فصائله، ان تتحلى بضبط النفس إلى أقصى درجة، وأن تتعامل مع المواطنين العُزَل، المطالبين بحقوقهم بأبسط حقوقهم في حياة كريمة، كرعايا لها يجب الإستماع لمطالبهم دون إلحاق الأذى والإضرار بهم، فالجيش هو حامي الشعوب في معظم دول العالم، وهو اليد التي تضرب كل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بالوطن والمواطن، والمواطن السوداني حتى اليوم لم يقدم على إلحاق الضرر بالدولة، ولم يرفع السلاح في وجه القوات النظامية رغم الأذى الذي ظل يتعرض له لأكثر من أربعة اشهر.
المطلوب من من الجيش حماية المواطنين العُزل الحاملين لحناجرهم الرافعين لشعاراتهم فقط، ومن المهم جدا أن تنتبه قيادة الجيش أن أي حراك عنف او تحرك مضاد من الممكن ان يأت بنتائج عكسية خاصة وأن التوثيق يظل هو سيد الموقف مع قوة دفع السوشيال ميديا التي باتت تهدد عروش كبرى الدول.
وحتى لا تكون غلطة الشاطر بعشرة أمثالها، نتمنى من السطات واجهزتها الامنية حماية الموكب إن كان السودان حقا هو المقصود بالحماية من الإنهيار والدمار، وقبل ذلك عليها ان تلتفت قليلا إلى الأوضاع التي يعيشها المواطن، هل هي محفزة لهذا الحراك ام أن حراكها الحالي مجرد ترف من المواطن.!!