صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ألكعوا شوية

14

للعطر افتضاح

د. مزمل أبو القاسم

ألكعوا شوية

* عندما يتعلق الأمر بالتلكؤ في تشكيل الحكومة الانتقالية، فإن (المَهَلة) هنا ليست سَمحة، بل غير مقبولة، في بلادٍ تعددت نكباتها، وتوالت بلاويها، حتى استغرب الناس عدم إعلانها منطقة كوارث، برغم أن بعض الأشقاء اعتبروها كذلك، وصنفوها في الخانة نفسها بلا إعلان، وشرعوا في إرسال مساعداتهم إلى منكوبي السيول والأمطار بالطائرات.
* صدق الإمام الشافعي رضي الله عنه حين قال: (جزى الله الشدائد كل خيرٍ، وإن كانت تُغصصني بريقي، وما شكري لها حمداً.. ولكن عرفت بها عدوي من صديقي)، فقد أبانت لنا الشدائد التي مررنا بها في الشهور الماضية – وما أكثرها – أصدقاءنا من أعدائنا، وأكدت لنا أن أشقاءنا في الخليج، (كلهم من دون فرزٍ) يحملون لنا من المودة أصفاها، وما تدافعهم لدعم من دمرت الأمطار بيوتهم، وجرفت السيول قراهم ومزارعهم إلا دليل محبة، ومؤشر صدق في الأُخوة.
* نشكرهم لأنهم أقالوا عثرتنا، ومسحوا دمعاتنا، ووفروا لنا المال الغائب، والدواء الغالي، والوقود الشحيح، بل إن خيراتهم امتدت إلى توفير معينات الزراعة سعياً لإنقاذ الموسم الصيفي من الفشل، بخمسين ألف طن من الأسمدة والمغذيات الزراعية.
* تحط الطائرة تلو الأخرى في مطار الخرطوم هذه الأيام، لتحمل الخيام والمشمعات والأغذية والأدوية، وأحبابنا في قوى الحرية والتغيير متمهلون في سعيهم إلى تكوين حكومة يشيب لهول المهام التي تنتظرها الولدان.
* كل صباح تأجيل.. وكل يومين يدوها دفرة.
* أصبحت الصحافة تقتات على أخبار تعطيل المُعطل، وتأجيل المُؤجل، والبلد غرقانة في الأوحال، ومحاصرة بالسيول، والمدارس معطلة منذ شهور، ونيران الفتنة مشتعلة في الشرق، والكهرباء مقطوعة على مدار الساعة، وموسم الزراعة الصيفي مهدد بالفشل، والمصانع مغلقة، والتصدير مجمد، والاستيراد معطل، والأسواق تشتعل بالغلاء والفوضى.
* باختصار البلد حالها واقف، وشعبها يعاني، وقوى التغيير ما زالت متجمدة في محطة تسمية المرشحين لحكومة حمدوك.
* تكتب وتشطب.. كل ساعة لها مرشحين جدد، وأسماء تدخل وأخرى تخرج.
* بادر المكون العسكري في مجلس السيادة بتسمية مرشحه لوزارة الداخلية في الوقت المحدد، وحمل الترشيح رسالةً مبطنة للشريك المتمهل، بأن يغذ الخطى، ويسرِّع الوتيرة، كي تتحرك البلد من محطة فراغ تنفيذي امتد أكثر من خمسة أشهر.
* نطالبهم بأن (يلكعوا شوية)، ليحترموا أمانة التكليف، وينجزوا ما يليهم، بعيداً عن التمهل المؤذي، والتلكؤ الذي يثير الأعصاب.
* لو اقترنت (المَهَلة) بحسن انتقاء المرشحين لهان الأمر، لأن بعض الترشيحات أتت محبطةً، بل مثيرةً للاستغراب، لأن أصحابها لم يتوافروا على الشرط الأول الذي وضعه الشريكان لمن يفترض فيهم أن يعملوا في الحكومة الانتقالية، ونعني به (الكفاءة).
* ما حدث في ملف حقيبة وزارة الشباب والرياضة تحديداً، يدل على أن المجاملات والترضيات و(اللوبيهات) فعلت بالقائمة الأفاعيل.
* هذا البطء الغريب ينبغي أن ينتهي من فوره، ويجب على الدكتور حمدوك أن يجمع شتات نفسه، ويبادر بإعلان حكومته كي تشرع في تنفيذ المهام التي تنتظرها، وعليه أن لا يجامل كائناً من كان في شرط الكفاءة، لأنه سيدفع الثمن منفرداً حال إخفاق حكومته في إقالة عثرتنا من الوهدة التي تردينا فيها.
* تحركوا وكوِّنوا حكومتكم بالله عليكم، فما يحدث في بلادنا من مصائب لا يحتمل المزيد من الانتظار.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد