بداية هذا المقال لابد لها أن تكون ترحماً على فلذات أكبادنا الذين خصدهم رصاص الغدر وهم يعتصمون في سلمية من أجل إنتزاع حقهم في مستقبل جميل (زي باقي خلق الله) ثم طوالي نسال (الحاكم) عمن قام بإزهاق أرواحهم والحاكم هو المسؤول الأول قانوناً وشرعاً امام الله والشعب .
للأسف الحاكم ممثلاً في (المجلس العسكري) وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد الأحداث الدامية لم يجب على السؤال بل طفق أعضاؤه يتحدثون وكأنهم يبررون لتلك المذبحة ، تحدثوا عن الفوضى الناجمة (كما قالوا) عن وجود المتاريس ، وعن قفل الشوارع، وعن إزدياد رقعة الإعتصام وعن إستفزاز المعتصمون لضباط الجيش ، نعم تحدث (الجنرالات) حديث من يبرر (الفعل) لا من (يستنكره) و(عملوا رايحين تماما) عن الإجابة على الأسئلة التي يمكن لأي شخص عادي أن يطرحها من شاكلة : لماذا لم يتدخل أفراد الجيش طوال الساعات التي إستمر فيها إطلاق النار وقد كانوا حضوراً؟ ؟ ّولماذا كانت أياديهم مغلولة للدفاع عن (شعبهم) وهو يواجه بهذه القوات (الما معروفة) كما ذكر مدير الإستحبارات العسكرية الذي قام بسرد (حكاية) من فصيلة (الأفلام الهندية) لا تقنع أحداً !
إن المتتبع للغة الوعيد والتهديد التي كان يطلقها أفراد المجلس العسكري وبأنهم لن يسمحوا بالفوضى وأنهم سوف يقومون بالتعامل بحسم تجاه أي تفلتات ، وأن الإعتصام يعيق (حركة المرور) وإنسياب القطارات للولايات التي باتت تشكو قلة المؤن (شوفتو كيف؟) وتهديدهم المعتصمين وتحذيره لهم من مغبة اغلاق شارع النيل والشوارع الهامة الأخرى متذرعاً بالمعاناة التي يتعرض لها المواطنين غن المتتبع للغة الوعيد تلك إضافة إلى (التبريرات) التي جاءت بعد الحادثة توضح بما لا يدع مجالا للشك بان المجلس العسكري قد كان على علم بما حدث وإن كان لم يمارس الفعل فهو قد إمتنع عن (مقاومته) ودحره !
إن ما يدهش حقاً أنه كلما قامت إحدى القوات النظامية (منفردة أو متضامنة) بإي إنتهاكات لحقوق المواطنين سارعت جميعها لنفي مشاركتها فيما يحدث وقالت ديل ما نحنا !، وهذا يذكرنا بحملة (حلاقة الرؤوس) في الشوارع والأسواق التي تمت في نهاية العام الماضي والتي على الرغم من تصوير مرتكبيها (بالفيديو) وهم يرتدون الأزياء النظامية ويمتطون (التاتشرات) ويمتشقون (الكلاشات) إلا أن الجميع وقتها (نكروا حطب) جيش على شرطة على أمن على دعم سريع وتباروا في إصدار البيانات التي تنفي عنهم تلك الإنتهاكات !!
الآن يتكرر ذات السيناريو ولكن بإثمان باهظة هي أرواح المواطنين ويتنصل الجميع من (المسؤولية) بل من معرفة (الفاعل) الذي قام بإداء مهمته في حصد الأرواح أمام القيادة العامة للقوات المسلحة (ذااتا) و(ركب عرباتو) ورجع (بسلاحو) إلى (ثكناتو) في أمان ودون خسائر بعد أن تمت عملية تأمين إنسحابه !
إن ما حدث من قتل وترويع وإصابات هو مسؤوليه هذا المجلس العسكري في المقام الأول، هذا المجلس الذي سوف ينكشف أمره قريباً عند تسليمه السلطة للحكومة المدنية الإنتقالية حيث يكتشف الشعب أن السجون (خالية) وأن الرئيس المخلوع في مكان آمن بالفعل !
كسرة :
أن يفشل (جيش) في رد الإعتداء على مواطنين معتصمين أمام ثكناته ويعود المعتدي سالماً ؟ فهذه والله من الأعاجيب التي لا يملك أي جنرال الرد عليها !!
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟