صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أطفال وشباب السودان يدفعون بدمائهم ثمن الخلاص..__ثوار يحولون مركب نيلي إلى متراس ويسقطون خلفه لإنقاذ المصابين

13

في هبة سبتمبر ٢٠١٣ سقط عدد كبير من الشهداء تجاوز ٢٠٠ شهيد بينهم طلاب ثانوي وأساس وتسبب سقوطهم في صدمة للمجتمع السوداني المسالم مما أدى لتراجع مظاهر الثورة وتبقى المسار القانوني لأسر الضحايا والضمير الإنساني يطالب بالقصاص. أما هبة ديسمبر فقد شهدت تحولا ثوريا أعلى ودورا أساسيا لصغار السن والشباب الذين أشعلوا شرارة الثورة فوجدوا الحرية ليختاروا هتافاتهم في مواكب الرحيل ثم مضوا فرسموا خارطة طريق حول القيادة تحدد ملامح السودان بعد التغيير وقد أوفوا الوعد بحماية حدود دولة الاعتصام فقدموا أرواحهم مهرا للخلاص ومضوا تاركين رفاقهم يهتفون.. دم الشهيد ماراح.. لابسينو إحنا وشاح.. يا والدة يا أمي.. دم الشهيد دمي.. وما تبكي يا أم الشهيد جناكي في الجنات سعيد.

_شهيد الجزيرة أبا (أنس) ينطق باسم قاتله قبل وفاته والبلاغ ضد مجهول

أنس محمد أحمد ومحمد إسماعيل شهيدا الجزيرة (أبا) المدينة الوادعة التي ترقد على ضفاف النيل الأبيض عمراهما لم يتجاوز (10_13) عاما خرجا في هبة ديسمبر مع أهلهما ورفاقهما لينشدوا الخلاص ولم يدر بخلدهم أنهم سيكونون في مرمى نيران الحكم العضوض وأن قناصا بلا رحمة قد اختارهما ليحرق قلوب أهلهما فتتوقف مواكب الهتاف خوفا مطلق الرصاص حيث أراد القدر أن يرى قاتله وارتفعت روحه للرفيق الاعلى وفشل ذويه في فتح بلاغ او القصاص رغم الشهود ولسان الفتى الذي أنطقه الحق وهو في سكرات الموت وجدناهم في جولة لـ(لجريدة) بميدان الاعتصام وفد كبير من شباب الجزيرة (أبا) حجزوا مكانا في ميدان الكرامة ورفعوا صور الشهيدين كأول من سقط من الاطفال في ركب الثورة المنتصرة ولو الى حين. أحد الشباب قال إنهم لن يتركوا قاتل محمد وانس او يتنازلوا عن القصاص ويواصلوا الاعتصام الى ان تتحقق العدالة لأمهات الطفلين .

_رصاصات ثلاث تطفئ ابتسامة (الدودو) للابد وإخوة عمرو يحملون نعيه للنيابة
شهيد المتاربس أحمد عيسى (١٦) عام و الشهير بلقب الدودو واحد من الصبية الذين لا تخطئهم الذاكرة وهو يتولى مسؤولية التفتيش بكل حب وهو يهتف بابتسامته الطفولية ارفع يدك فوووق والتفتيش بالذوق لم يفارق ساحة الاعتصام وهو يعيش حلم التغيير كل يوم متنقلا في عدة مداخل لساحات الاعتصام لكن رصاص الغدر تربص به وهو يسرع مع رفاقه لخط الدفاع عن الثورة في شارع النيل ليلة الاثنين الاسود 8 رمضان ولعله استشهد وهو غير مصدق ان هناك من أراد قتله عمدا وأن الرصاصات الثلاث التي استقرت في بطنه ستودي بحياته التي في بداياتها وتطفئ ابتسامته الى الأبد أما إخوة عمرو جمال شهيد الحارة ١٨ بالثورة أم درمان فقد ابكوا العاملين بمكاتب النيابة وهم يسألون عن مكتب الشكاوى وهم مجرد بالخرطوم لتقديم شكوى يتهمون فيها جهاز الأمن والمخابرات وآخرين بقتل شقيقهم الاكبر الشهيد (عمرو جمال) الذي سقط أمام بوابة القيادة البرية بتاريخ ٤/٧ بطلق ناري في هجوم قناصين تمركزوا في المدينة الطبية وشنوا هجوما داميا على المعتصمين. أشقاء الشهيد عمرو حضروا للنيابة وهم يطالبون بالتحقيق وتقديم القاتل للعدالة وجلسوا على كراسي الاستقبال يحتضنون صورة أخيهم الشهيد في حزن بالغ ؟
_مصابون يلحقون بركب الشهداء وشهداء تخطفهم الغدر من كل انحاء السودان

ابو القاسم آدم طفل آخر من شهداء هبة ديسمبر اطلق عليه رجل امن رصاصة في يوم ٤/٧ اودت بحياته في حي مايو بالخرطوم جنوب وهو يشارك في موكب ضخم مؤيد للثورة أما القضارف فقدمت ١٥ طفلا جريحا بطلق ناري مباشر في البطن والصدر و٦ من صغار السن سامر ١٤ سنة طلقة في الراس ومازن ١٠ سنوات طلق في البطن وعبد الحفيظ ١٥ سنة طلق في البطن تسبب في ثقب بالمصران وقدمت (الشطيب) شمال الدويم الشهيد محمد زين ابن الـ ١٧ ربيعا الذي أصيب ليلة 8 رمضان وهو يدافع عن الترس بشارع النيل بواسطة ضربة دبشك بندقية في الرأس تسببت في موته ليلة ٢٣ رمضان لينضم الي قائمة الشهداء ومثله محمد الفاتح محمد الشهير ببلورة من ابناء ام درمان فتي عشريني قتل على بعد خطوات من بوابات القيادة العامة في ١١ ابريل ومازال رفاقه يعيدون رسم صوره وهو مبتسم بكل الألوان ويرفعون لافته نعيه ويهمسون لن ننساك يا (بلورة). أما سامي نجم الدين فقد قتل برصاص الأمن يوم ٧ ابريل وهو يدافع بسلاحه عن المعتصمين العذل وماذالت ظروف مقتل عبد العذيذ سليمان من ام درمان يشوبها الغموض فقد تم نقله الى احد المستشفيات بعد إصابته بطلق ناري في ساحة الاعتصام نهار ٤/١١ واستلم اهله الجثمان فيما ظل اصدقاؤه الذين وعدهم بالحضور للقيادة يتساءلون حتى الآن كيف اصيب عبد العزيز في يوم تنحي ابن عوف رغم انه كان يوم احتفل فيه الجيش والشعب ولم يطلق الا رصاص الفرح حسب ما كانوا يعتقدون !!

_شهداء المتاريس ….شجاعتهم تعيد كتابة تاريخ السودان بالدماء.
المواطنون الذين توافدوا على القيادة عند الإعلان عن الهجوم الناري على المتاريس خاصة شارع النيل لن يصفوا المشهد الا بأنه كان مأساويا وصادما بحق اختلطت فيه هتافات الفرح بدحر الهجوم وفشل محاولة فض الاعتصام بصراخ ودموع من فقدوا رفاقهم تحت الرصاص وبكاء الذين اسلم الشهداء الروح بين ايديهم وهم يحاولون اسعافهم بلا امل كانوا شبابا لم ياكلوا السحت في سنوات الانقاذ العجاف ولم يؤمنوا بالمستحيل .. أحد المصابين عمره لم يتجاوز ١٧عاما أصيب بالرصاص في ساقيه الاثنتين ووقع على الارض ودمه يسيل لكنه أسكت النساء والبنات وهن يبكين على حاله وهو محمول بأيدي رفاقه بكلمة واحدة كررها بأصرار (ما تبكوا انا كويس انا كويس) أما مالك ابن الصحافة الذي سقط امامه اثنان من رفاقه واسلموا الروح فيما اصيب هو بساقه فيقول (لما قالوا الترس حيفكوه جرينا لقينا التاتشرات واقفة والدوشكا مرفوعة زدنا المتراس ووقفنا فوقه وهتفنا العساكر لصقنا عديل ابينا نتراجع جرينا للجبش قالوا ما عندنا أوامر رجعنا لهتافنا وقلنا الترس وراهو رجال وفعلا اي زول انضرب وقع لكن مافي زول اتراجع لغاية اتراجعوا هم وغادروا).

_شاهد عيان من أبطال الاثنين ٨ رمضان يحكي البسالة
عن لحظات ما بعد الهجوم الناري على الشباب وسقوط قتلى ومصابين عند الترس يحكي شاهد عيان من الثوار فيقول (هل الشباب خافت سكتت اتخلت عنهم.. لالا هيهات ذحفنا عليهم ذحف وفوق لو رفعت شعرة من راسك تجيك طلقة ووابل من الرصاص والدوشكا وانت بتزحف .. أي زول مسك من المصابين واحد او اثنين وبقوا زاحفين على بطونهم في الزلط وبرضو انصابوا المهم في شباب نزلوا تحت جابوا مركب قلبوه وعملوه ترس وبقو متحركين بيهو المركب اتقدد والناس ماشة على الرصاص لغاية وقفوا قدام المصابين وبقية الشباب جروا شالوهم كلهم وناس المركب مصنددين والبقع منهم يجي واحد بدلوا .. ده حصل في شارع النيل ما في فيلم والرجال ما ماتوا في كرري الرجال ياهم الفي الاعتصام ).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد