دخل إضراب الأطباء بمستشفى الأبيض في ولاية شمال كردفان يومه الرابع، الخميس، وسط اعتقالات طالت معظم لجنة الأطباء التي رهنت رفع الإضراب بتوقيف جندي يتبع لقوات الدعم السريع اعتدى على طبيبتين.
وقالت “اللجنة التنفيذية لنقابة أطباء السودان الشرعية” في بيان يوم الخميس إن السلطات الأمنية اعتقلت 5 أطباء على خلفية إضراب للأطباء بمستشفى الأبيض في ولاية شمال كردفان.
وبحسب اللجنة، وهي كيان موازي لنقابة المهن الصحية واتحاد الأطباء المواليين للحكومة، فإن الاعتقالات طالت منذ الأربعاء كل من عمار فتح العليم نائب اختصاصي الجراحة العامة، حسام الدين الترابي نائب اختصاصي الباطنية “أطلق سراحه لاحقا”، ناصر شقة نائب اختصاصي أمراض النساء والتوليد، محمد سليمان جابر نائب اختصاصي النساء والتوليد، ومحمد الجزولي نائب اختصاصي جراحة العظام.
وجاء الاعتقال على خلفية إضراب الأطباء نتيجة تعدي على طبيبتين من قبل جندي يتبع لقوات الدعم السريع من دون أن تتخذ الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوق الأطباء.
وطالبت اللجنة في بيانها بالقبض على فرد قوات الدعم السريع الذي قام بالاعتداء على الأطباء وبدء الإجراءات القانونية تجاهه مباشرة مع توفير بيئة عمل آمنة للأطباء والمرضى.
وتابع البيان: “إن فشل ولاية شمال كردفان بأكملها في القبض على فرد نظامي معتدي ومتهم، تقع مسؤوليته كاملة على الولاية وأجهزتها الأمنية وليس على الأطباء الذين يدافعون عن أرواحهم وأرواح زملائهم وعن حقهم في العمل في بيئة آمنة.. الأطباء ليسوا معنيين بخلافات الحكومة وصراعاتها الداخلية”.
واعتبر البيان تعامل السلطات الأمنية بالولاية مع مطالب الأطباء واحتجاجهم “غير أخلاقي”، لأنها اعتقلت معظم أعضاء لجنة أطباء مستشفى الأبيض بدون مخاطبة مطالب أساسية تمثل أبجديات للعمل بشكل عام وحقوق مستحقة وليس للعمل الصحي أو الطبي بصورة خاصة.
ورفضت اللجنة تهديدات وزارة الصحة الولائية للنواب وأطباء الإمتياز المضربين من إرجاع وإيقاف عن العمل وغيره. وحذرت مجلس التخصصات الطبية السودانية من التدخل في القضية بالضغط على النواب أو تهديدهم بالقيام بأي اجراءات عقابية.
وأشار البيان إلى أن “التفاوض المتزامن مع الاعتقال مرفوض رفضا باتا، وكما تقول السلطة إنها لا تتفاوض مع أطباء مضربين، فالأطباء أيضا لن يتفاوضوا مع سلطة تعتقل زملاءهم وقيادتهم”.
وحذرت اللجنة في وقت سابق قائلة إنها تحتفظ بحقها في إتخاذ خطوات حاسمة من قبل الأطباء في جميع المستشفيات والمرافق الصحية العامة والخاصة، “وهذا بمثابة إنذار للجهات المختصة ووزارة الصحة الاتحادية والولائية”.
وفي 18 أغسطس الحالي أعلنت لجنة الأطباء بمستشفى القضارف شرقي السودان الإضراب عن العمل احتجاجا على اعتداء نظامي على طبيب أدى لإصابة الأخير بنحو بالغ.
وفي أكتوبر من العام 2016 عمت حالة من الشلل غالب مستشفيات السودان إثر تنظيم الأطباء إضرابا شمل 84 مشفى في إنحاء البلاد بعد تزايد الإعتداءات على الأطباء في المستشفيات، من قبل نظاميين.