اعتدى آلاف المواطنين أمس، على المقر الرئيسي لبعثة (اليوناميد) بنيالا في جنوب دارفور، والذي سلمته لحكومة الولاية في 18 ديسمبر الحالي، وقاموا بعمليات نهب وتخريب واسعة.
وقدرت الأجهزة الأمنية عدد المعتدين بأكثر من أربعين ألف مواطن من معسكرات النازحين والأحياء والمناطق المجاورة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، لكنها لم تتمكن من السيطرة على الوضع لكثرة عدد المندفعين نحو المقر.
وقال مدير شرطة الولاية اللواء نيازى صالح أحمد لـ (الصيحة)، إن المعسكر تم تسليمه للحكومة في 18 ديسمبر الحالي، ومنذ ذلك الحين ظلت الأوضاع الأمنية بالولاية مستقرة، لكن قبل يومين ظهرت بوادر ومحاولات لنهب الموقع، والخميس الماضي شرع أكثر من عشرين ألف مواطن من معسكرات النازحين المجاورة وبعض قاطني الأحياء والمناطق القريبة في محاولة لنهب المقر، وتصدت لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع وظلوا على ذلك الحال حتى أمس، حيث تكرر المشهد بأعداد فاقت الأربعين ألفاً بمشاركة مختلف المعسكرات.
وأوضح أنهم اقتحموا الموقع رغم محاولات الأجهزة الأمنية التصدي لهم بالبمبان، وتمكنوا من نهب كميات من المعدات بالتكاتك والكارو بعد أن أحاطوا الموقع من كل الجوانب وأضرموا النار في الحشائش خارج الموقع لتمويه قوات التأمين.
وقال نيازي، إن الشرطة ألقت القبض على بعضهم وبحوزتهم المعروضات ودونت بلاغات في مواجهتهم بأقسام الشرطة بنيالا وسط والقسم الشرقي، وتوقع وقوف جهات ــ لم يسمهاــ وراء تحريك هذه الأعداد المهولة التي فاقت حد التصور. وأضاف أن الوضع ظل هادئاً منذ تسليم المقر لحكومة الولاية، وتساءل “لماذا هذا الوقت بالتحديد؟”. وكشف نيازى أن لجنة الأمن دفعت بتعزيزات أمنية كبيرة من كل القوات، لكنها تتعامل مع الوضع في إطاره المدني لخصوصية معسكرات النازحين والتدافع الكبير للأطفال والنساء والرجال نحو الموقع، وقال “لم أجد تفسيراً لهذا الحدث”.