حديث المدينة
عثمان ميرغني
ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ..!!
ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣُﻬﻤّﺔ ﻣﻦ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺗُﺨﺘﺘﻢ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤُﺸﺘﺮﻛﺔ ﻏﺪﺍً ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻓﻬﻞ ﺟﺎﻣﻌﺎتنا ﺃﻭ ﻣُﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔُﺮﺹ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ؟
ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳَﺎﻓَﺮ ﻭﻓﺪٌ ﻣﻦ ﻣُﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺛُﻢّ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭ ( ﻣَﺮّﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻟﺴَّﺮﺍﺏ ﺃﺣﻼﻡ ) ﻭ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻷُﻓﻖ ﻣﺎ ﻳُﺒﺮﻫﻦ ﺃﻥّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻏﻴّﺮﺕ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍُﻟﺘﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜية ﻭ ﺍﻵﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤُﻜَﻮّﻥ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭ ﻋﺪﺩٍ ﻛﺒﻴﺮٍ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﻌﺾٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃُﺻﻮﻝ ﺳُﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻓَﻬﻤﺎً ﻭ ﺃﻭﺛﻖ ﺻﻠﺔً ﺑﻞ ﻭ ﺃﺧﻠﺺ ﺭﻏﺒﺔً ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻟﺒﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﺷﻌﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻓﺠﻊ ﻟﻮﺍﻛﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً !..
ﻻ ﻳَﺘَﺤَﻘّﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔُﺮﺹ ﺍﻟﻨّﺎﺩﺭﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓّﺮﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤﻘِّﻖ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ما ﻳﻨﻔﻊ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤَﺘﻤﻴّﺔ ﺗﻮﻓُّﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤُﺆﺳّﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣُﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺃﻭﻻً ﺛُﻢّ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺛﺎﻧﻴﺎً ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤُﻜﻮِّﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﺭﻓﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤُﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌُﻘُﻮﻝ ﺍﻟﺴُّﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴُّﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﻣُﺆﺳّﺴﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺃﻓﻘﺮ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺭﺷﺪ اﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻤُﺆﺳّﺴﻲ ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺸﻔﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﻕ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴْﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻜﺎﺑﺪ ﺷَﻈﻒ ﺳُﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺗﺨﻠﻒ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻗﻴﺎﺳﺎً ﻣﻊ ﻋُﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳَﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ ﻭ ﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻘﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡٍ ﻛﺎﻣﻞٍ ﻣﻦ ﺇﻏﻼﻕ ﻏﻴﺮ ﻣُﺒﺮِّﺭٍ ﻭ ﻟَﻢ ﻳُﺮﺍﻉِ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭ ﺃُﺳﺮﻫﻢ ﻓﻬﻞ ﻣﺜﻞ هذﻩ ﺍﻟﻤُﺆﺳّﺴﺎﺕ ﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﻓﻮﺩٍ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔٍ ﻣﻦ ﺃﻱِّ ﻓﺞٍ ﻋﻤﻴﻖٍ ﺃﺗﺖ ؟
ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻻ ﺑُﺪّ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺡ ﺣَﺎﻝ ﻣُﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻐﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣُﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭ ﻗُﺪﻭﺓً ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴُّﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻤُﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ ..
ﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺂﻓﺎﻕ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻤُﺆﺳّﺴﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻧﺘﺨﺎب ﻣﺪﻳﺮﻱ ﻭ ﻋُﻤﺪﺍﺀ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﺍﺕ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳُﻤﻜﻦ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﺼﺎﺩ ﻭ ﺛﻤﺮﺍﺕ ..