صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻭﻋﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ

11

ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ

ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ
ﻭﻋﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ

1 ‏)
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﺩﺍﺋﻤﺔ ‏( ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻓﺎﻟﺪﻭﺍﻡ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ‏) ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺭﺋﺎﺳﻴﺎً ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺭﺋﺎﺳﻴﺎً ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺗﺮﺍﻣﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ ﻭﺗﺒﺎﻳﻨﺎﺗﻪ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻓﺮﺿﺎً ﻓﻤﺠﻲﺀ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﺠﻨﺔ ﺳﻮﺭﻣﺎﺭﻛﻦ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ﻣﺆﻗﺘﺎً ﻟﻌﺎﻡ 1956 ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﻲﺀ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ 1956 ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ 1964 ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺛﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﻳﻞ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﺿﺎﻑ ﺗﻌﺪﻳﻞ 1985 ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﺗﻢ ﻭﺿﻊ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ 17 ﺃﻏﺴﻄﺲ 2019 ﻭﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻋﻄﺖ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﺎﺑﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ .
‏( 2 ‏)
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﺸﻬﻮﺩ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ . ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻟﺤﻤﺪﻭﻙ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩﻩ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻪ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺮﻉ ﺑﻮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ . ﻓﻔﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﻛﻔﻠﺘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏﻴﺮﻣﻨﺘﻢٍ ﻷﻱ ﺣﺰﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﻓﺎﺯ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺛﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﻮﺗﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻮﺗﻮﺍ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺷﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻡ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ‏( ﺯﻭﺝ ﺍﻟﺤﻴﺰﺑﻮﻥ ‏) ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻣﻤﺴﻜﺔ ﺑﺨﻨﺎﻕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﺎﺭﻝ ﺩﻳﺠﻮﻝ .
‏( 3 ‏)
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻓﺘﻮﻧﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺗﻔﺘﺤﺖ ﺃﺯﻫﺎﺭﻩ ﻭﻓﺎﺡ ﻋﺒﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺨﻄﻮ ﺑﺨﻄﻰ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﺪﻩ ﺍﻷﻭﻝ . ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﺓ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﻗﻴﺲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻧﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﻭﻱ ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻃﺐ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺣﺰﺑﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺤﻬﺎ ﻗﻴﺲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﻜﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮﺭﻗﻴﺒﺔ ﻭﻛﺮﺳﻬﺎ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ‏( ﻫﺮﺏ ﻳﺎﻧﺎﺱ ‏) ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﻭﻱ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﺩﻋﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩﻩ ﺃﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻧﺤﺎﺯ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ .
‏( 4 ‏)
ﻗﺼﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻧﺪﻋﻮ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻜﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ‏( ﻫﺴﻲ ﺃﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻔﻨﺪﻭﻙ ؟ ‏) ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻤﺎﻛﺮﻭﻥ ﻭﻗﻴﺲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﺳﻮﻑ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮﻑ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﻝ ﻟﻲ ﻫﻞ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻭﺗﺠﺮﻯ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﺴﻼﻡ ؟ ﻳﺎ ﺭﻳﻴﻴﻴﺖ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد