ﻧﺪﻭﺓ ﺷﺎﺗﺎﻡ ﻫﺎﻭﺱ “2

ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﻯ

ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺒﺎﺯ
ﻧﺪﻭﺓ ﺷﺎﺗﺎﻡ ﻫﺎﻭﺱ “2

1

ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻗﻠﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﺼﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺪﻭﺓ ﺷﺎﺗﺎﻡ ﻫﺎﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺗﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ . ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺼﻴﻼ . ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻋﺠﺰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺟﻴﺪﺓ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻵﻥ .
2
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺎﺗﺎﻡ ﻫﺎﻭﺱ ‏( ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ . ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻣﻘﻴَّﺪ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻚ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺑﻨﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﺸﺮﻕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺪ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ . ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ 2018 ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﺍﻓﻖ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺽ ﺑﻘﻴﻤﺔ 75 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺩﺍﻝ، ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺒﺮ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺭﺃﺳﻴﺎً ‏) .
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺗﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻗﺎ ﺃﺭﺣﺐ ﻭﺗﻔﻚ ﺃﺳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻬﺚ ﺍﻵﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺣﻤﺪﻭﻙ . ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺧﻴﺎﺭ ﺑﻞ ﻻ ﺧﻴﺎﺭ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
3
ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﺠﺰﺍ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺎﺕ ﺑﻠﻎ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ﺑﺤﺴﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ .2019 ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺳﺘﺘﻢ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻋﺠﺰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺎﺕ؟ .
ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺩﻓﻌﺘﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺗﻢ ﺗﻮﺭﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻛﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻠﻌﺎ ﻋﻴﻨﻴﺔ ‏( ﻭﻗﻮﺩ ﻭﻗﻤﺢ ‏) ﻭﺧﻼﻓﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭ ﺳﺘﺪﻓﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ .2020 ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﺘﻰ .2020 ﺑﺪﻭﻥ ﺳﺪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻴﻀﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺣﻠﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﻠﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ . ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟـ 4 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ .
4
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﻣﺜﻼ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﺍﺋﺾ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺫﻛﻴﺔ ﻭﺣﻮﺍﻓﺰ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ . ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺎﺗﺎﻡ ﻫﺎﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺤﺼﺪ ﺗﺪﻓﻘﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻭ ﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﻣﻊ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ