صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ

24

ﺳﺎﺧﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺟﺒﺮﺍ
ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ

ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭ ﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ﻭ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺪﺍﺩ و ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﻻ ﺭﺍﺩ ﻟﻘﻀﺎﺋﻪ ﻭ ﻻ ﻣﻌﻘﺐ ﻟﺤﻜﻤﻪ ﻭ ﻻ ﻏﺎﻟﺐ ﻷﻣﺮﻩ ﻭ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭ ﺣﺒﺒﻨﺎ ﻭ ﻋﻈﻴﻤﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻲ ﻭ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﺒﻰ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺑﺪﺍً :
{ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ﺣَﻖَّ ﺗُﻘَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻻَ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇِﻻَّ ﻭ َﺃَﻧﺘُﻢ ﻣُّﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ }
« ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 102 »
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ :
ﺇﻧﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺰﻥ ﺣﻘًﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﻭﻗﺖ ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﻬﺘﺰ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺣﺰﻧًﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﺳﻔًﺎ ﻭ ﺃﻟﻤﺎً ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭ ﺳﻔﻚ ﻟﺪﻣﺎﺀ ﻧﻔﺲ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺁﺛﻤﺔ ﻭ ﺃﻧﻔﺲ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺺ ﻭ ﺗﻨﺨﻠﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
{ ﻭ َﻣَﻦْ ﻳَﻘْﺘُﻞْ ﻣُﺆْﻣِﻨًﺎ ﻣُﺘَﻌَﻤِّﺪًﺍ ﻓَﺠَﺰَﺍﺅُﻩُ ﺟَﻬَﻨَّﻢُ ﺧَﺎﻟِﺪًﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَ ﻏَﻀِﺐَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَ ﻟَﻌَﻨَﻪُ ﻭ َﺃَﻋَﺪَّ ﻟَﻪُ ﻋَﺬَﺍﺑًﺎ ﻋَﻈِﻴﻤًﺎ .}

ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻗﺪ ﻛﺮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻨﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺗﺴﻤﻮ ﺑﻪ ﻭ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺣﻖُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .

ﻭ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺒﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻟﺨﻠﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻬﻢ ﺧﺒﻴﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﻢ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
{ ﺃَﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻖَ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﻠَّﻄِﻴﻒُ ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺮُ} ‏]
« ﺍﻟﻤﻠﻚ 14 »
ﻭ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺟﻞ ﻭ ﻋﻼ ﻳﺤﺮﻡ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
{ ﻭَ ﻻَ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍْ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺣَﺮَّﻡَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺇِﻻَّ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ } ‏]
« ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ 14 »
ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﺢ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ ﻏﻤﻮﺽ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺮﻭﻛﺎً ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻭ ﻻ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺎﻟﻬﻮﻯ ﺣﺪﺩﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
( ﻻ ﻳﺤﻞُ ﺩﻡُ ﺍﻣﺮﻱﺀ ﻣﺴﻠﻢٍ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﺍﻟﻨﻔﺲُ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲُ ﻭ ﺍﻟﺜﻴﺐ ﺍﻟﺰﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻕُ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ‏) .
ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﺑﺪﺍً ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
ﻭ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
( ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳُﺼﺐ ﺩﻣﺎً ﺣﺮﺍﻣﺎً ‏) .
ﻗﺎﻝ :
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ :
ﺇﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﻃﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺨﺮﺝ ﻟﻤﻦ ﺃﻭﻗﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻔﻚُ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﺣِﻠَّﻪ .
ﻭ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
( ﻛﻞُ ﺫﻧﺐ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻤﻮﺕ ﻛﺎﻓﺮﺍً ‏) .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺻﺤﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
‏( ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﺸﺮﻛﺎً ﺃﻭ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ‏) .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﻩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
( ﻗﺘﻞُ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ‏) .
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻭ ﻓﻈﺎﻋﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻤﻖ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
( ﻣﻦ ﺃﻣَّﻦَ ﺭﺟﻼً ﻋﻠﻰ ﺩﻣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻛﺎﻓﺮﺍً ‏) .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺮﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭ ﻋﻼ ﻭ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳُﻘﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ :
( ﺃﻭﻝُ ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ‏) ﻭ ﻻ ﻣﻨﺎﻓﺎﺓ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ‏( ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺍﻟﺼﻼﺓ ‏) ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .

ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻠﻔﻆ ‏( ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ‏) .

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻟﻨﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﻮﻝ :
( ﻳﺠﻲﺀ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎً ﺑﺎﻟﻘﺎﺗﻞ ﺗﺸﺨﺐ ‏« ﺗﺴﻴﻞ » ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﺩﻣﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ :
ﺃﻱ ﺭﺏ ﺳﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻢ ﻗﺘﻠﻨﻲ ؟ ‏
( ﻭ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ‏) ﻳﺠﻲﺀ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻭ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻭ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﺗﺸﺨﺐ ﺩﻣﺎً ﻳﻘﻮﻝ :
ﻳﺎ ﺭﺏ ﻗﺘﻠﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻗﺎﻝ :
ﻓﺬﻛﺮﻭﺍ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺘﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ
{ ﻭ َﻣَﻦ ﻳَﻘْﺘُﻞْ ﻣُﺆْﻣِﻨﺎً ﻣُّﺘَﻌَﻤِّﺪﺍً}
ﻗﺎﻝ :
ﻭ ﻣﺎ ﻧُﺴِﺨَﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﻻ ﺑﺪﻟﺖ ﻭ ﺃﻧﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ‏( .
ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻤﺎﺅﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﺘﺎﺏ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻭ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻓﻲ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺸﺆﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ {ﻓَﺠَﺰَﺁﺅُﻩُ ﺟَﻬَﻨَّﻢُ ﺧَﺎﻟِﺪﺍً ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَ ﻏَﻀِﺐَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭ َﻟَﻌَﻨَﻪُ ﻭَﺃَﻋَﺪَّ ﻟَﻪُ ﻋَﺬَﺍﺑﺎً ﻋَﻈِﻴﻤﺎً } ‏
« ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 93 »
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻼ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻤﻨﺎ ﻭ ﻳﺆﺫﻳﻨﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺁﻣﻴﻦ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻭ ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻲ ﻭ ﻟﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ..
و ﺃﻗﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد