صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﺘﻬﻤﻨﺎ ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺴﻜﻚ

14

ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ

ﻫﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﺘﻬﻤﻨﺎ ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺴﻜﻚ

ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺂﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺻﻠﺘﻨﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﺯﻣﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺒﺘﻌﺚ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﺻﺮﻫﻢ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﻣﻨﺎﺷﺪﺍً ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﻭﺍﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ :
‏) ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﻫﻮ ﻓﺎﻳﺮﻭﺱ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻗﺎﺗﻞ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻨﻌﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻗﺎﻣﺘﻨﺎ، ﻭﺗﻢ ﺍﻳﻘﺎﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﺷﺊ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻫﻨﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺰﻥ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺳﺮ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﺇﺗﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻘﻴﻢ ﻣﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ، ﻭﺃﻓﺎﺩﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻇﺮﻭﻓﺎً ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‏( .
ﻣﺨﺘﺘﻤﺎً ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺑﺮﺟﺎﺀ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ، ﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﻻﺟﻼﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﻫﺎﻥ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺻﻐﺎﺭ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺍﺧﻮﺍﺕ ﻛﺜﺮ، ﻭﺍﻟﻜﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺍﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻧﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﺏ، ﻭﻟﻮ ﻃﺮﺃ ﻃﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻭﺧﻼﻓﻪ، ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻜﻮﺭﻭﻧﺎ ﻻ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻔﺎﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻳﺎﻛﻢ . ﺳﻨﺼﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻞ ‏( . ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﺪﺓ ﻭﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻥ ﺗﺠﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ، ﻓﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﻴﻦ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺑﻮﺀﺓ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺰﻟﻬﻢ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ .
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﺸﻢ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ، ﻭﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻇﺮﻭﻓﺎً ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻣﻤﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻩ، ﺍﻣﺎ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﺍﻣﺎ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺶ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻟﻪ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ، ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﺎً .
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺫﻭﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻗﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺟﺎﺩﺓ، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺣﺎﺯﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻧﻬﺒﺎً ﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻓﻴﺎ ﻭﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺩﻭﻝ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﺎﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺃﺩﻣﻨﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﺔ ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺑﺮﺍﺛﻨﻬﺎ، ﺗﺮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺕ ﻟﺘﻀﻤﻦ ﻭﻻﺋﻬﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ، ﻭﺣﺘﻤﺎً ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺃﺣﺎﻝ ﻇﻼﻡ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﺭ ﺿﺎﺣﻚ، ﻟﻦ ﺗﻌﻤﻲ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﻻ ﺭﻳﺎﻻﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻻﺻﻔﺎﺭ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻻﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺛﻮﺭﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ، ﺛﻮﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ، ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﺛﻮﺭﺓ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻫﺎﻣﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﻌﺎﺕ .
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد