صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ .. ( ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺷﻨﻮ ) ؟ !

14

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ .. ‏( ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺷﻨﻮ ‏) ؟ !

ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ ﻭﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﺎﺟﺎً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﻮﻟﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍً ﺧﻄﻴﺮﺍً ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ ﻧﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺟﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ، ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ، ﺗﻈﻠﻠﻪ ﻗﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ ﻭﺗﺴﻜﻨﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﺜﺚ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ .
ﻟﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻧﻜﻤﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ‏( ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‏) ، ﻓﺎﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺂﻛﻞ ﻭﻳﺤﺘﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺍﻵﻥ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻻﻫﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻭﻣﻤﺎﺣﻜﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﺘﻔﻘﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻭﻃﻦ .
ﺑﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻠﻼً ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﺳﻴﻈﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎً ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﻮﻟﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ .
ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺳﻨﻈﻞ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، ﻭﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﺈﺷﻔﺎﻕ ﺃﻳﻦ ﺳﻨﻨﺼﺐ ﺳﺮﺍﺩﻕ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، ﻭﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺑﻼﺩﻱ، ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻜﺎﺩﻭﻗﻠﻲ .
ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺼﺪﺗﺎ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺪﻻﻋﻬﺎ ﻭﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻧﺴﺞ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻠﻼً ﺑﺎﺋﻨﺎً ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄﻥ ‏( ﺗﻜﺮﺏ ﻗﺎﺷﺎ ‏) ﻭﺗﺘﻘﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﺤﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻛﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﺑﺄﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻟﺠﻬﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﺟﺪﺭ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ .
ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻥ ﺯﻣﻼﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺳﻴﺤﻤﻠﻮﻧﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻱ ﺧﻠﻞ ﺃﻣﻨﻲ، ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻳﻮﻗﻒ ﻫﻤﺲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ، ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻃﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد