ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻴﻦ

ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ
ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻴﻦ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻭﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻧﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺃﻳًّﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻬﺎ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻵﻥ، ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ، ﺻﺤﻴﺢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻙ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ .
ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﺪﻫﺶ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻞ ﻛﻞُّ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻧﺸﺮﺡ ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻫﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺗﺒﻮﺀﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻓﺎﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻟﻠﺒﺸﻴﺮ ﻭﻇﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﺎﺳﺪ، ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻌﻤﻞ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺣﻴﻦ ﺳﺌﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ‏) ﺧﻠﻮﻫﺎ ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ‏( ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻳﺪ ﺗﺴﻴﻠﻢ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻻﻫﺎﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺞ ﺣﺰﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ .
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻀﻮ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻭﻳﻮﻡ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻮَّﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻟﺠﻨﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﻇﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻳﻬﺪﺩﻭﻥ ﻭﻳﺘﻮﻋﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﺪﺩ ﺃﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺘﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺎﻝ ﺗﻤﺎﺩﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ . ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺣﺰﺏ ‏) ﻋﻮﺍﺟﻴﺰ ‏( ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺟﺰ ﻓﻌﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﻏﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﺌﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﻤﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﺻﺮﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻫﻢ ﺟﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻓﺌﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﻌﻄﻴﻠﻪ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻈﻠﻤﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻀﺮﺭﻭﺍ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻵﻥ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻗﺪ ﺗﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺍﻣﺘﻠﻚ ﻗﺮﺍﺭﻩ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻭﺧﺪﺍﻋﻬﻢ، ﻻ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻻﻏﻴﺮﻩ .
ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻧﺬﻛِّﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻣﻲ، ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺳﺘﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﺷﻌﺒﻪ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ