صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺛﻐﺮﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ

13

خارج النص

ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ

ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺛﻐﺮﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ

ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ .. ﻭﺗﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﻢ ﻭﺩﻣﻐﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﺃﻣﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺼﻞ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ .. ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﺤﺎﺳﺒﻴﻬﺎ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺰﺑﻰ ﻭﻓﺎﺽ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻭﺿﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺜﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﻭﺣﺪﺍﺗﻬﻢ ﻛﻀﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ .. ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺿﻊ ﻻ ﻳُﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﻭﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ..
ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ .. ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﻭﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻫﻢ ﺿﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻔﻬﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﻻﺓ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ..
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻳﻈﻞ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺳﺤﺒﻪ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﺣﺪﻭﺙ ﻓﺮﺍﻍ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺃﻱ ﺿﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻫﻲ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ .. ﻭﺿﺒﺎﻃﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﺑﻬﻢ ﻭﻧﺜﺮ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﺓ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺗﺠﻴﻴﺮﻫﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ..
ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ , ﻓﻮﻻﻳﺎﺕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﻭﺍﻝٍ ﻣﻮﺍﻝٍ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ ﻭﻣﻨﻲ ﺃﺭﻛﻮ ﻣﻨﺎﻭﻱ ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﻗﺴﻤﺔ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺳﺘﺸﺘﻌﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻗﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﺪﻭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ ﻭﻛﺎﺩﻗﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺯﻳﻦ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻦ؟؟
ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻫﺎﺑﻬﻢ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً ﻭﺇﺣﻼﻝ ﻭﻻﺓ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﺷﺮﺍﻙ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﻞ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻧﻴﺎﻻ ﻹﺣﺮﺍﺝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻛﺴﻼ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﻤﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﻻﺓ ﺗﺨﺘﺎﺭﻫﻢ “ ﻗﺤﺖ ” ﺑﻤﻼﺑﺲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻠﻴﺘﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻭﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺑﻴﺴﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻨﺎﺯﻉ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻃﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ، ﻭﻫﻞ ﺳﻴﺘﻢ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﺄﺧﺮﻯ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﻬﺎ ﺣﻼً .. ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻐﺎﻧﻢ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد