صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺑﻠﻄﺠﺔ .. ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺘﻔﺮﺝ

12

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
محمدعبدالقادر
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺑﻠﻄﺠﺔ .. ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺘﻔﺮﺝ

ﺗﻮﺷﻚ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﺇﻥ ﺃﻭﻟﻴﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻭﺑﺴﻄﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻪ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .
ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﻭﻣﺒﺎﻧﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ، ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ، ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺩﻟﻴﻞ ﺷﺎﺧﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻴﺪ، ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻃﻐﺖ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﻫﻞ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻕ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻔﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .
ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺣﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .
ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻫﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻝ ﻣﻨﺸﺂﺕ ﻭﻭﺭﺵ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﺎﻣﺔ، ﻫﺬﻩ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﺎﻭﻱ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﺭﺩﺓ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ .
ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩﻩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻓﻲ 25 ﺃﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ، ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 500 ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻇﻔﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻬﻦ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ .
ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟـ ‏( ﺍﺭ – ﺍﺭ ‏) ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻔﻼﺣﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، ﻭﻓﻖ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ .
ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻟﻦ ﻧﺘﻮﺍﻃﺄ ﺿﺪ ﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﺣﻖ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻟﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﺟﻬﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ، ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﺧﺬ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .
ﺃﻏﺮﺏ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺳﻠﻤﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻭﺭﺵ ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻣﻤﺎ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻳﺔ ﺧﻄﻮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ .
ﻳﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺃﺩﺕ ﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ 450 ﺃﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ .
ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻀﻌﻒ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺴﻔﺎﺳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻸﺳﻒ، ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻋﻘﺒﺎﺕ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد