صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يقولوا ليك مطاطة ..

13

حدث وحديث

رجاء نمر

يقولوا ليك مطاطة ..

وشهيد آخر من الشباب يسقط بطلق ناري مباشر على رأسه وعشرات من الجرحى يتلقون العلاج الآن بمستشفيات مدينة السوكي التي شيعت شهيدها (أنور) إلى مثواه الأخير.. بينما سادت في المدينة وفق شهود عيان حالة من الفوضى الأمنية إثر إطلاق الرصاص الكثيف قرابة الساعة ويبقى السؤال ماهي الأسباب القانونية التي تسمح للعسكر بإطلاق الرصاص وفي أية حالة؟ والجواب واضح يتم استخدام الرصاص في حالة هجوم العدو أو في حالة الدفاع عن النفس وهنا فقط تستخدم القوات النظامية الرصاص الحي.. وحتى في حالة المطاردة سمح القانون بإطلاق النار لتوقيف الشخص على أن لا يكون قاتلاً بمعنى في الساق
وكل ذلك يتم في الحالات التي ذكرتها وليس مع الشخص الأعزل أو المواطن لا أرى مبرراً لاستخدام القوة المفرطة في تفريق التظاهرات السلمية ومعروف أن الإفراط في بسط القوة باستخدام الأسلحة ضد المواطن ستقود إلى كوارث أمنية لن تستطيع الدولة السيطرة عليها ويبقى السؤال لماذا يكون القرار دائماً عند فض التظاهرات استخدام السلاح كحل أول علماً إن هنالك اً كثيرة وسؤال آخر أشد إلحاحاً من الذي يسعى لسفك دماء الشعب؟ وهل هنالك أيادي تعمل على إثارة الفتنة بالقتل؟ ومن الذي يعرقل عمليات التفاوض هل هي دول بعينها أم إنها الدولة العميقة؟
التوترات التي شهدتها مدينة السوكي هي نذير لأوضاع أمنية مضطربة خلال الفترة القادمة مما يتوجب التعامل بحذر ومسؤولية لتفاديها وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن البلاد.
مثل هذه الحوادث وغيرها بمثابة تشويش لعملية الاتفاق وتشتيت للرؤى والأفكار وتدمير للبلاد تحديداً التنمية والدراسة وكلما طالت مدة التفاوض كانت الفرصة سانحة لمزيد من سيناريوهات العنف الذي يستهدف المدنيين كل البنود التي توصل إليها الطرفان جيدة ومهمة فلماذا العرقلة؟ لماذا لا تستمعون إلى نواح الأمهات اللاتي يردن القصاص لمن قتل فلذة أكبادهن لماذا لا تشعرون بالمواطن الذي طحنته الحياة فأصبح البعض يطرق الأبواب للحصول على (الرغيف) الجاف ليسد به جوع أبنائه فإذا لم يكن هنالك اتفاق سريع ستخرج للشارع ثورة أخرى صمتت لسنوات تعاني الفقر بكل ألوانه فقدت بسببه أبناءها فكانوا كما نراهم الآن في الطرقات متشردين يبحثون عن قوتهم من براميل النفايات أحذروا هذه الثورة.
حديث أخير
قوموا إلى وطنكم يرحمكم الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد