(1)
> الدروس والعبر يجب أن تؤخذ .. تعلموا مما حدث وانتبهوا لما يمكن أن يكون. الذين كانوا يحدثونا (إفكاً) عن الفضيلة والشريعة السامية التي كانوا يتحدثون باسمها و(وهي لله ..هي لله ..لا للسلطة ولا للجاه) الآن خلف القضبان.
> هي من المفارقات الغريبة أن الذين كانوا يتحدثون عن الحرب على الفساد و(القطط السمان) و (ما لدنيا قد عملنا) هم الآن في سجن كوبر وسجن الهدى بسبب قضايا فساد يشيب لها الولدان.
> أصحاب (المشروع الحضاري) بعمره ونافعه وعليّه… ومأمونه وهارونه وطاهره والأسماء بريئة مما يفعلون – الآن هم في غياهب السجن.
> المشروع الحضاري الآن في كوبر– وعندما نقول ذلك لا نستخف بالتعاليم والقيم الإسلامية السمحة التي كانوا يرفعونها، ولكن نستخف بمن رفعوها ولم يكن لهم منها نصيب.
> نحن ندرك أن الخطأ لم يكن في (الإسلام) أوتعاليمه الفضيلة ولكن في الذين يتحدثون باسمه ويحملون شعاراته.
> تلك الشعارات التي لم يكتب الله لهم منها شيئاً، غير خديعة الشعب السوداني باسمها وشعاراتها الفضفاضة.
> رفعوا الشعارات الإسلامية الجميلة ليحتموا بها ، وليخدعوا الأمة ويجوّزا بها ما يتوافق مع مصالحهم ومنافعهم.
> لو أن الشعارات الإسلامية التي رفعوها ووضعوها على مداخل الجسور ومطار الخرطوم والميناء البري بالخرطوم طبقوا منها (مثقال ذرة) لما انتهى بهم المطاف الى ما انتهى بهم الحال الآن.
> لو كان لهم منها (حبة خردل) في قلوبهم، لكان السودان من الدول العظمى ولأصبح حقيقة سلة غذاء العالم.
> لكن للأسف الشديد لم يكن لهم من تلك التعاليم غير (الشعارات)، ولم يكن لنا منها على مدى 30 سنة غير الحكي والخطب والنظريات التي كانوا يمضون عكسها.
(2)
> ولأن الحق أبلج، والفجر آت، والنصرة أولاً وأخيراً للصواب واليسر غالب وإن غلب العسر تارة وساد، ولأن دعاء المغلوبين والمحرومين والمظلموين مجاب، فإن النظام السابق بكل مليشياته وكتائب ظله ..بكل حراساته بدبابات النظام السابق من الجيش والشرطة – ببطش جبروت جهاز الأمن والمخابرات ومراقبات الأمن الشعبي وملاحقات الدفاع الشعبي وتمددات الشرطة الشعبية التي حاولوا عبرها التوغل لعصب الشعب، ومع (أدلجة) السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والرياضة فان رموز ذلك النظام بكل ما سبق ذكره هم داخل (القفص) الآن تنتظرهم محاكمات عسيرة وعقوبات كبيرة ومصير قاس.
> كانت التحركات مرصودة والمكالمات مراقبة، والانفاس معدودة على كل فرد من الشعب– كان لهم في كل (قرش) نصيب، وفي كل (لقمة) جزء ، مع هذا سقطوا ليس مرة واحدة ولكن مرتين والثالثة واقعة بإذن الله وتوفيقه!!.
> سبحان الله الذي اراهم ذلك في انفسهم بعد ان لم يتعظوا بغيرهم من رؤساء الانظمة الفاسدة في العالم العربي – حولهم وجوارهم.
(3)
> لا اعرف كيف هو الحال الآن في سجن كوبر – هل ما زال احمد هارون يحدثهم عن المرتزقة والمندسين واستحالة سقوط النظام والاستهبال السياسي.
> هل ما زالت في قرارة صلاح قوش ان (البندقية) التى صوب رصاصها على الدكتور بابكر في بري ما زالت في حقيبة البنت (الشيوعية)؟… هل ما زال صلاح قوش يريد ان يفتح شارع النيل ويسمح بالشيشة في مقاهي الخرطوم الليلية؟.
> في كوبر الآن هل شعر محمد طاهر ايلا انه اخطأ عندما لم يعف مدير سجن كوبر في حملته الاخيرة؟.
> اتخيل ان علي عثمان محمد طه يحمل عتاباً على (كتائب الظل) وان نافع علي نافع ادرك ان (لحس الكوع) عند الشعب السوداني اسهل من (لحس الاسكريم).
> اريد ان اعرف ان كان عبدالرحيم محمد حسين علم ان (الدفاع بالنظر) لا فائدة منه ولا جدوى.
> اما رأس النظام فاني احسب ان حكاياته عن (سنه المكسورة) قد اصبحت مسلسل (تركي) من (5) اجزاء في السجن.
> سوف يحدثكم في عصريات كوبر عن (صحن المونة) وتعطل (عربته) و(ترمسة) شاي محمد طاهر ايلا و(مزرعته) النموذجية…(وهل يا جماعة في يوم انا كضبت عليكم؟).
> لا اشك في ان البشير مازال داخل كوبر يتحدث عن (الحوار الوطني) والحرب على (القطط السمان).
> سيدي الرئيس المخلوع ان كنت تتحدث عن (المؤامرة) ، اذكرك انك اول من غدرت.. فقد كان في عام 1999م غدرك بشيخك حسن الترابي في المفاصلة الشهيرة.
> اذكرك باطاحتك غدراً برفقاء الدرب علي عثمان محمد طه وصلاح قوش ونافع علي نافع وغازي صلاح الدين وعبدالغفار الشريف وبكري حسن صالح تباعاً، بعد الاطاحة بمجلس الثورة مجتمعاً فعن أي (مؤامرة) تتحدث… وقد كان اولئك اقرب الناس اليك وركائز نظامك ومشروعك الحضاري الذين اتوا بك.
> ما حدث من بعض المقربين معك حدث منك لمن هم اكثر قرباً لك.
> وقبلهم كان قد رحل (قضاء وقدر) الزبير محمد صالح وابراهيم شمس الدين ومجذوب الخليفة وجون قرن في حوادث متفرقة بين الجو والبر.
> لتنفرد بالقرار والنظام ولتعلن اخيراً عن وقوفك على مسافة من الجميع بعد ان فقدت الثقة في الجميع.