في قصة يوسف يسدل الستار كما يجب انتصاراً للحق والفضيلة – هكذا جاءت عدالة السماء وحكمة المولى عز وجل : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
ولكن هل هناك من كان يعتبر بتلك النهايات من نظام الانقاذ؟ – هذا هو الدين الحنيف والاسلام الرحيب، الذي كنتم ترفعون شعاراته ولا تعملون بها، كان الاسلام عندكم مجرد شعارات ولوحات على مداخل الجسور وقوارع الطرقات.
كان الاسلام عندكم مجرد خطب في المنابر والمنصات دون ان يكون له فعالية او وجود… تستعملون شعاراته مثل (مناديل الورق) في المناسبات فقط، وتلقون بها بعد ذلك.
لو كنتم تؤمنون بتلك النهايات، لما وصل بكم الحال الى (كوبر).
هذا سجن كوبر الذي ذهب له الترابي في بداية المسرحية (حبيساً).
هي عدالة السماء… وهي حكمة المولى عز وجل – في نفس اليوم الذي دخل فيه البشير وعبدالرحيم محمد حسين وعبدالرحمن الخضر وابراهيم احمد عمر وانس عمر وآدم الفكي وجماع وابو سروال وهارون وايلا الى سجن (كوبر)، خرج من سجن كوبر الناشط الوطني هشام محمد علي (ود قلبا)، والناشط محمد الحسن عالم شريف البوشي، (يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ).
لقد خرج محمد الحسن عالم شريف البوشي.
وخرج هشام محمد علي (ود قلبا).
وعاد علي محمود حسنين للبلاد.
نعم لم يعد عبدالعظيم ود. بابكر ومحجوب التاج محجوب واحمد الخير وغيرهم من الشهداء – لكن عاد الوطن.
(2)
لم تعتبروا من نهاية محمد حسني مبارك في مصر ، وهو في جبة بيضاء سجيناً، يدخل لقاعة المحكمة محمولاً.. غرتكم الدنيا وظننتم ان السلطة والامن يقفان بينكم وبين تلك النهاية التى انتهى لها مبارك، لم تعلموا ان محمد حسني مبارك كان يتمتع بنفس السلطة والامن فلم يمنعا منه تلك النهايات التى اودت به خلف القضبان ذليلاً.
لم تتعلموا من مشاهد تحدث امامكم وصورة تنقل لكم والقذافي ينتهي به المطاف بعد كل قوته وسلطته لموته في (خور) كان يختفي فيه من الثوار مكسوراً حسيراً.
لم تتعظوا من موت علي عبدالله صالح، الذي تحول جسده الى غربال بسبب الطلقات التي صوبت له.
لم تتوقفوا عند زين العابدين بن علي الذي هرب ولاذ بالفرار.
كنتم تمضون في غيّكم …تقتلون وتعتقلون وتفسدون ، ولا تكتفون بذلك وانتم تسخرون من الاحتجاجات وتصفون شبابها بالمندسين وشذاذ الافاق.
وصلت الثورة الى بيوتكم، هتف بشعاراتها اطفالكم وحملت مكوناتها (حيطكم)، وكنتم بعد كل ذلك تجادلون وتستهزئون.
الى ان سقطت.
ليس مرة واحدة ، بل مرتان.
وأنتم تحسبون ان لن تدرككم (الثورة) ، لتدخلوا (سجن كوبر) بعد ان كان سجناً للذين ينتقدونكم ويحتجون عليكم.
عدتم الى مثواكم الذي تستحقون ان تكونوا فيه ليس تشفيّاً فيكم، ولا شماتة، وانما احقاقاً للحق وعقاباً للفساد والظلم والجور.
(3)
هذا مصيركم الذي انتهيتم اليه، عقاباً لكم على ما فعلتم في الشعب والحريات والمال العام.
لو كنتم تعرفون ان نهايتكم سوف تكون بهذا الشكل لجعلتم سجن كوبر (5 نجوم) بدلاً من افقاره ليكون زنزانة لخصومكم.
كان يجب ان تعرفوا ان (كوبر) سوف يكون نهاية مطافكم.
لو كنتم تقرأون التاريخ كنتم علمتم ان مصيركم سوف يكون على هذا النحو.. ولكن لم تعتبروا من زين العابدين بن علي ومبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح ولم تستبينوا النصح إلّا وانتم نزلاء في كوبر.
والعاقل من اعتبر بالرئيس الذي سبقه، او الرئيس الذي يحكم دولة جارة له.
(4)
في كوبر سيدي الرئيس المخلوع من سوف يحضر لك مسنداً لتطلع عليه؟.
من سوف يفعل لك ذلك؟ – لترقص فيه وتهز عصاك على الناس.
من سيهتف لك في كوبر (سير ..سير يا بشير) ،و(هي لله ..هي لله لا للسلطة ولا للجاه).
من سيقول لك هناك يا اعدل الناس يا عمر.
من سيقول لك انك مرشح الحزب في الانتخابات القادمة… وانه لا خيار غيرك.
انت الفضل..
والامل…
حتى هارون ومحمد طاهر ايلا وابراهيم احمد عمر.. بل حتى عبدالرحيم محمد حسين لا اظن انه يمكن ان يقوم بذلك.
(5)
مثلما تحقق شعار (تسقط بس).. يبدو ان شعار (تقعد بس) أيضاً سوف يتحقق.. ولكن في (كوبر)!!.