بقلم إسحاق أحمد فضل الله
والقاموس
وصورة… ثم صورة… ثم صورة أشياء تبدو متفرقة لا معنى لها لكنها مثل الحروف… كل حرف منفرد لا معنى له لكن الحروف هذه مجتمعة تصبح هي الكلمات… والكلمات تقود. (١) والآن لا حشد يتجه إلى قيادة الجيش….. لأنه لا أمل ولا أحد يتجه إلى البرهان…. إذ لا أمل ولا أحد يتجه إلى حمدوك الذي صرخت( له) كل حيطان السودان ثم تحولت تصرخ ضده. ولا أحد يتجه إلى… الأحزاب…. إلى حميدتي… إلى الشعب.. إلى.. إلى… كل شيء الآن يائس بائس ولا أمل. ( ٢) والكتابات تصبح دون قصد صورة من مشهد يحفظه الناس أيام زلزال تركيا قبل سنوات. وتركيا يضربها زلزال… والبيوت تصبح ركاماً… وأحد أصحاب البيوت هناك يجلس ذاهلاً على ركام بيته ويظل يلتقط شظايا الزجاج المحطم…. يمسحها ويلمعها. كتابات الصحف الآن تتناول قضية صغيرة تافهة بعد قضية صغيرة تافهة وتقوم بتلميعها. (٣) والفتاة التي جرى توظيفها قبل شهرين في وظيفة( مسؤولة) لامعة تدخل وتجلس عند زميلتها التي جرى تعيينها أيضاً قبل شهرين وتشكو من أن جهة ما تريد الثمن والفتاة تفاجأ بأن الزميلة تستمع ثم تقول شرحو والكلمة تعني أن ما تسمعه يطابق ما عندها. (٤) وحزب شديد التدفق ظل يستخدم الأسلوب هذا للتسلل إلى مفاصل الدولة والحزب يدفع بمليحة بعد مليحة للعمل في الوظائف الحساسة تحت الرجال الحساسين…. ليصبح الحزب هو الذي يقود البلد من تحت الحزام. (٥) وموجة من كتابات تلفون كوكو تتمدد الآن والاسم هذا تلوح به مخابرات معينة لتقول ( لمن عصا) نحن هنا. فمن يعرفون الأحداث في السودان/ التي تبدو متفرقة بينما هي كلمة واحدة/ من يعرفون الأحداث يفهمون أن ظهور اسم تلفون كوكو يعني أكثر من حدث ومنها التهديد بالقتل. العارفون يعرفون أن كوكو ظل عدواً للحلو. وأنه يقود النوبة مما يعني أن الحلو سوف يفاجأ بمن يقف أمامه. ومدهش أن ظهور اسم كوكو هو تهديد له وتهديد به. فالمعروف أن كوكو صنعه قرنق. وأن سفارتنا في كينيا قبل مقتل قرنق بيوم تتلقى تحذيراً من أن قرنق سوف يقتل وقرنق يقتل. وصاحب التحذير يقتل. وكوكو… يختفي. وعودة ظهور كتابات كوكو الآن لعلها إشارة برطانة المخابرات تحذر بعض الجهات حتى لا تقول…. لا.. (٦) وأنت…. مهمة إعانة تركيب عقلك تكتمل والإعادة هذه مهمتها هي أن يصبح عقلك جهاز استقبال يستقبل محطات محددة…. وألا يصدق غيرها مهما كان وأنت الآن لا تصدق كلمة ( ماسونية) وتعتبرها خرافة. ولأن التاريخ عندك منفر فإن وجود وعمل الماسونية شيء نموذجه الحديث هو اختفاء قائمة الماسونيين الذين يديرون السودان والقائمة هذه يجدها الناس تحت الأرض الخشبية لوزارة الإعلام…. التي كانت هي مقر الماسونية منذ الإنجليز. وأسابيع والقائمة… تختفي. !!! ( والاختفاء يعيد للذاكرة أن مديراً لمصرف كان السودان في يده كان عضواً ماسونياً والرجل يصحو ويتوب وينطلق في عمرة… ويعود… وفي المطار يسقط ميتاً ) الماسونية لا تسمح بتسرب شيء. (٧) والناس واليأس من كل شيء يحصر الأمر في السؤال الواحد فالآن… لا دقيق صاحب المالية قال الحكومة مفلسة. ومفلسة تعني أن ما يختفي ليس هو الدقيق بل كل شيء. والسودان معه. والحال يخلق الآن لغته. فالآن الجميع نادم. وقحت تشعر أنها على بركان. ومن صنعوها من الخارج يتلفتون وكل من تنفرد به يتنهد في يأس والسؤال يصبح هو ما دامت قحت تشعر أنها تحتضن جثة متعفنة فلماذا تصر على هذا الاحتضان والسؤال يضم قحت التي صنعت الحيرة…. إلى الحيرة. وآخر شيء عادةً في الهرب هو الوعود والآن رصيد الوعود ينفد والشرطة تعد بإيقاف الجريمة ثم تجد أن الأمر أكبر منها( وأن الجرائم منظمة من الخارج) وقرية الخضرا في النيل الأبيض/ التي ضرب مولدها الكهربائي بالـ(آر بي جي)/.. حين تستنجد بالدولة تجد أن الدولة( إيد ورا… وإيد قدام) والخضرا التي ظلت تعتمد على المغتربين في مجال الدواء تطلب من المغتربين أمس ألا يرسلوا الأدوية حتى لا تفسد…. حيث لا كهرباء هذه مشاهد صغيرة من داخل قبر السودان.