صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

والثورة مستمرة !.. 

9

العصب السابع

شمائل النور

والثورة مستمرة !..

 

 

كان لافتًا أن هناك انقساما واضحا تجاه الاتفاق الذي أُعلِن عنه بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، ترحيب بالاتفاق من تيارات مؤيدة لقوى الحرية وأخرى معارضة، كذلك الترحيب بالاتفاق جاء من قبل تيارات مؤيدة للمجلس العسكري وأيضاَ معارضة له.
رفض الاتفاق جاء من مجموعات مؤيدة بل هي جزء من قوى الحرية والتغيير كما رفضت مجموعات مؤيدة للنظام البائد ذات الاتفاق.
الخلاصة وإن كانت نقطة انطلاق رفض أو تأييد الاتفاق مختلفة تمامًا من تيار إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى، الذي لا خلاف حوله وينبغي مواجهته على قسوته أن الاتفاق الجديد بعد مجزرة رمضان جاء بسقف أدنى مما كان الحال عليه قبل المجزرة، وموقف قوى الحرية والتغيير بعد مليونية 30 يونيو ينبغي أن يكون الأقوى على الإطلاق الأمر الذي يجب أن تترتب عليه مكاسب تفاوضية ضخمة.
والحقيقة الأمرّ هي أنه كلما صعّد الشارع ثورته كلما تراجع الموقف التفاوضي لقوى الحرية والتغيير، وآخرها مليونية 30 يونيو التي جاء الاتفاق بعدها منقوصًا من المجلس التشريعي الذي تم إرجائه على سبيل المثال.
وهذا ما جعل الرافضين للاتفاق يتخذون هذا الموقف، وهو موقفٌ ثوري طبيعي جدًا.
يبدو بوضوح أن وفد التفاوض الممثل لقوى الحرية والتغيير ليس بإمكانية قدراته أن يأتي بأفضل مما توصل إليه مع المجلس العسكري.
ما يهم وضعه في الاعتبار هو أن باستلام الحكومة –السلطة التنفيذية- فإن أمام الحرية والتغيير الفرصة أن تبدأ جني ثمار الثورة إن عملت بجد وعلى وجه السرعة.
تسلُّم مهام السلطة التنفيذية وبدء العمل فعليًا، هو أول مراحل التغيير وهي المهمة الأصعب من قيادة الثورة.
تفعيل المحاسبة وحق الشهداء هي مهمة الحكومة الجديدة قطعًا ليست مهمة المجلس العسكري المتورِّط في الجرائم، ولا يُنتظَر منه أن يكشف أو يعاقب.
الإعلام وسياساته مهمة الحكومة الجديدة هي التي ستفرض سياسات إعلامية على أجهزة الدولة الرسمية.
من المهم جدًا استصحاب حالة الفراغ الحكومي التي تمدَّدت بعد سقوط البشير ويحاول المجلس العسكري ملأها بالقيام بدور السلطة التنفيذية، هذه المساحة التي يتمدد فيها المجلس العسكري يوما بعد يوم هي مساحة السلطة التنفيذية التي ينبغي أن تباشر مهامها بعد التوقيع مباشرة.
خلاصة القول أن الاتفاق دون السقف لكن لا يُمكن أن يكون مرفوضًا…المحك الحقيقي بعد إعلان الحكومة، والكرة سوف تكون في ملعب الحرية والتغيير بعد أيام معدودة والثورة مستمرة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد