القراية ام دق
محمد عبدالماجد
هل كان صلاح قوش (شيوعياً) ؟
(1)
تحدث الأستاذ صلاح عووضة أمس في زاويته (بالمنطق)، والتي لا يهزم في ميدانها (منطقاً)، عن الأستاذ إسحاق أحمد فضل الـله، ورد له حسبته واعتقاداته أن كل الثائرين ..بهيئاتهم .. ورموز ثورتهم .. وأعضاء حكومتهم شيوعيون.. أو يتحكم في بعضهم الشيوعيون.
مع هذا الذي يأتي به اسحاق ، إلّا ان هناك اتفاقاً عاماً بين الاسلاميين للدور الكبير الذي لعبه صلاح قوش في اسقاط النظام وفي نجاح الثورة ، وبما ان كل الذين شاركوا وساهموا في ثورة ديسمبر المجيدة من (الشيوعيين) فان تجريد صلاح قوش من ذلك (الشرف) امر غير منطقي – فهو اما شيوعي نشأ بين عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ ، واما انكم تظلمون قطاعات الشعب السوداني وتختزلون اختلافاته وتعدداته في ان تحسبوا الثورة فقط للحزب الشيوعي – وهذا امر غير حقيقي ، الـلهم إلّا اذا قصد الاسلاميون ان يجعلوا لهم عدواً واحداً حتى لا تفرق جهودهم بين الاعداء .. وتشتت بين الاحزاب.
(2)
الاسلاميون او دعونا نقول (الانقاذيون) قبل غيرهم يعلمون ان هذه الثورة (خُلاصة) عمل شعبي عام .. لكنهم مع ذلك لا يملكون قدرة للمواجهة إلّا مواجهة الحزب الشيوعي السوداني منفرداً.
حاسبوا قبل ان تغلظوا على الحزب الشيوعي السوداني صلاح قوش الذي تعتقدون في قرارة انفسكم عظيم دوره في انجاح الثورة ، وفي فتحه للطرق لوصول المتظاهرين لمحيط القيادة العامة ، وفي تواصله وحواره مع قيادات الثورة ، حتى وهو مدير لجهاز الامن والمخابرات.
حاسبوا من خانكم .. قبل ان تحاسبوا الحزب الشيوعي السوداني… المشكلة في فساد المؤتمر الوطني وفي تفككه وخيانته من بعض قياداته …وليس في قوة وفطنة الحزب الشيوعي السوداني.
إن كان كل من ساهم او رمى بحجر في سبيل الثورة السودانية (شيوعياً) ،فذلك يعني ان الفريق اول عوض بن عوف (شيوعي)، وان رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان (شيوعي).
بفهم (اسحاق احمد فضل الـله) فان كل الكتلة الكبيرة من قوات الشعب المسلحة ومن قوات الدعم السريع التي انحازت للشعب في ثورته (شيوعية) ،او هي (خائنة) .وهذا يعني امرين – اما ان سيطرة الاسلاميين على القوات النظامية وعلى هيمنتهم عليها كانت مجرد كذب وخداع ، واما ان الاخلاقيات التى كانوا يحدثوننا عنها لا وجود لها في ظل تلك (الخيانة) التي حدثت في فجر 11 ابريل الماضي.
اذا كان الحزب الشيوعي السوداني سيطر على القوات المسلحة وعلى قوات الدعم السريع وعلى جهاز الامن والمخابرات ، وعلى كل قطاعات الشعب السوداني وكل شبابه فان ذلك شيء يؤكد ان هزيمة (الاسلاميين) كانت 0 / 12.
بهذا الوضع (كرسي نص) في حافلة مواصلات كثير عليكم!!.
(3)
الاغرب من ذلك ان الاستاذ محمد حامد تبيدي ظل يكتب منذ سقوط النظام عن الفريق اول محمد حمدان دقلو وعن دوره الكبير في الثورة ، وعن تجلياته وتضحياته من اجل نجاح الثورة العظيمة في نفس الوقت الذي يقلل فيه من دور الحزب الشيوعي ويهاجم في تحركاته ، ويعترض عليها.
لا يمكن ان تمجّد ادوار حميدتي في نجاح الثورة العظيمة في نفس الوقت الذي تقلل فيه من دور الحزب الشيوعي في الثورة – وتحسب ان ما قام به الحزب الشيوعي هو اختراق للدستور وتقويض للنظام ، واجهاض لارادة الشعب ، في الوقت الذي تحسب فيه فضل ذلك لمحمد حمدان دقلو.
تبيدي ينتقد الثورة من جانب الحزب الشيوعي السوداني ويمجدها وينحاز لها من جانب حميدتي.
(4)
بِغم /
التعامل غير الحضاري والاجراءات التعسفية التي اتبعتها وزارة الطاقة والتعدين بعد (الحرية والتغيير) مع الزميلة رحاب عبدالـله يؤكد ان (الطاقة) عندنا تصرف في تلك الصراعات والاشكاليات – وهو امر يوضح لماذا تمتد الصفوف امام محطات الوقود رغم المخزون الكافي للمحروقات؟.
مؤسف ان تنادي قوى اعلان الحرية والتغيير بالحرية والتغيير وهي لا تملك من ذلك مقدار حبة خردل من الحرية لمتابعة صحفية ورشة تنظمها الوزارة. إنهم ينظرون للحرية على انها عطر بارسي باهظ الثمن ..يستعمل فقط في المناسبات الكبرى وامام شاشات التلفاز وعدسات الكاميرات لا غير. هؤلاء الذين تأتون بهم للإشراف على مثل هذه الندوات والورش امنحوهم (فتامين سي) للتعامل مع الصحفيين. الاستاذ وزير الثقافة والاعلام فيصل محمد صالح / لا اعتقد ان اعتذار وزارة الطاقة والتعدين للصحفية رحاب عبدالـله يحتاج الى (توصية) لرئيس الوزراء.
الانتباهه