صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نِدَاءٌ لكُلِّ عَقْلٍ مُسْتَنِيرٍ ..!!

13

حديث المدينة
‏عثمان ميرغني
نِدَاءٌ لكُلِّ عَقْلٍ مُسْتَنِيرٍ ..!!


رغم الأجواء المُعتمة بعد أسبوعٍ كاملٍ من التظاهرات.. إلا أنّ الحكومة لم يفتح الله عليها بكلمةٍ واحدةٍ تُؤكِّد أنّها استمعت بأُذن واعية لصوت الشارع.. بل على النّقيض يبدو كما لو أنّ الحكومة دَخلت في تَحدٍ مع الشّارع من باب )يا أنا.. يا أنتم(!!
والله العظيم هذا البلد الأمين لا سببٌ واحدٌ يجعله في أزمة.. ومُخجلٌ جداً أن يُدرج في نادي الفقراء المعوزين الذين يسألون الناس إلحافاً.. ومن السَّهل جدّاً حَل كل أزماته السِّياسيّة بكلمةٍ طيبةٍ أصلها ثَابِتٌ وفرعها في السماء.. وحَل كل أزماته الاقتصادية برُؤيةٍ سديدةٍ تُفَجِّر اليَنابيع المَكنوزة.. لكن رغم أنف كل هذا سارت الحكومة في الدّرب الوَعر المُفضي للحَال المَاثل اليوم.. لأنّ الحكومة ظلّت تقيس المَسَافة الشّاسعة بينها وأحزاب المُعارضة وتبني على ذلك حيثيات القناعة بالخلد.. ولم تكن تَتَصَوّر مُطلقاً أن يأتي يومٌ يصبح فيه مسلكها وحصائد ما قدّمت هو المُعارض الأول والخطر الأكبر عليها من نفسها.
فسحة ثلاثين عاماً كانت كافية لتقديم أفضل أُنموذج لحكمٍ مُستقرٍ مُترفٍ برفاهية الحُقُوق وكرامة الشعب.. لكنها كانت مُترعةً بالاحتراب والشقاق والتّكبُّر والغُرُور، حَتّى أطلّ رأس النهار وبدا أنّ مَا فَاتَ غير قابلٍ للاسترداد.. فَقد رفعت الأقلام وجَفّت الصُّحف.
ومع ذلك.. فإنّ الوطن هو الأبقى.. الأحرى بنا جميعاً أن نُفكِّر في ما يجب أن نفعله من أجل الوطن.. من أجلنا نحن والأجيال القادمة.
أقترح أن ينبري للمشهد الآن.. الآن.. الراشدون من بني السودان الذين لم تمس سيرتهم التاريخية كرامة شعبهم السُّوداني.. وليتداعوا إلى المَخرج الآمن الذي يُجَنِّب البلاد والعباد مآلات النّفق المُظلم المجهول..
بقدر ما كان الحكم والإدارة مُحتكراً لفئة قليلة، فقد ظَلّ السُّودان يَزخر بالعُقُول النيِّرة.. بالداخل والمَهَاجِر.. والآن جَاءت سَاعة النّداء.. لكلِّ هذه العُقُول والأنفس الأصيلة أن تكون شَريكةً في الحل.. فتكنولوجيا اليوم وفّرت المَسافات والزمن وَمَا بَاتَ اللقاء والاجتماع والتّحاور والتّداول يتطلّب أكثر من لَمسة زر.. في إمكاننا أن نشرع الآن في استنهاض كل عُقُولنا السُّودانية المُستنيرة من أجل الحَل الرّشيد.
هذه دعوة لنبدأ الآن.. الآن.. في الاتفاق على الحل والمَخرج الآمن الذي يمنح الوَطن فُرصة الإفلات من فواتير الخسائر الفادحة..
على الله توكّلنا.. ولنبدأ..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد