صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من هو رئيس وزراء حكومة الثورة ؟

13

حديث المدينة

عثمان ميرغني

من هو رئيس وزراء حكومة الثورة ؟

تلقيت مساء أمس بطاقة دعوة جميلة، بالطبع سأحفظها في حيز التوثيق التاريخي، من الفريق الركن محمد علي إبراهيم الأمين العام لرئاسة الجمهورية ورئيس اللجنة العليا للاحتفال بإبرام وثائق الانتقال للسلطة المدنية. دعوة لحضور حفل التوقيع النهائي على الاتفاق الذي يمهد الطريق لتشكيل مستويات الحكم الانتقالي وتبدأ به أول حكومة مدنية بعد ثورة ديسمبر 2018 المجيدة..
ولكن، على رأي شاعرنا الكبير – طيب الله ثراه- الهادي آدم في أشهر قصائده “أغداً ألقاك” التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدِ
يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
فبقدر شوقنا الكبير للحظة انطلاق أول حكومة للثورة، فإن المخاوف من الوصول إلى ساعة الصفر يبدو أمراً محفوفاً بكثير من القلق النبيل..
وفي الطريق إلى منصة الاحتفال بالتوقيع مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى، لا يزال اسم صاحب السعادة الثورية رئيس الوزراء في كنف المجهول.. وكنت أتمنى أن لو كانت الكُتل المكونة لقوى الحرية والتغيير أعطت قائمة لأكثر من مرشح، فليكن عشرة أسماء.. تنظرها عين الشعب وتتنافس سيرتها الذاتية ليكون في النهاية خياراً من خيار.. لكن بكل أسف حتى هذه اللحظة لا يلوح في أفق الترشيحات سوى اسم واحد فقط.. هو الدكتور عبد الله حمدوك..
هل نفهم من هذا الوضع أن السودانيين داخل وخارج البلاد ليس فيهم غير واحد فقط مؤهل لهذا المنصب؟ أم أن عين الترشيحات عن كل “خبير” كليلة..
في تقديري السودان وطن مترع بالخبرات في كل التخصصات، وهناك آلاف مؤهلون لشغل كل المناصب الرفيعة في الدولة، لكن في المقابل هناك رمد في العين “السياسية”.. يمنعها من أن ترى أبعد مما ترى.. ويبدو أن الدكتور “حمدوك” نفسه، لولا أن النظام المخلوع وقع عليه صدفة ورشحه وزيراً للمالية في حكومة معتز موسى لما كان اليوم في قائمة الترشيحات.. فرغم خبرته وجدارته إلا أن الصدفة وحدها هي التي عثرت عليه ووضعت اسمه مشرقاً أمام أعين السودانيين.
في تقديري من الحكمة توسيع (دائرة الاشتباه) – كما يقول أهل الشرطة- للنظر في كفاءات سودانية كثيرة منتشرة على نطاق الكرة الأرضية لا يعلم بها أحد ولا تراها أعين الترشيحات (السياسية!)..
في كل منصب رفيع هناك أكثر من ألف اسم جدير به.. لكننا لا نراهم..لا بد من آلية لترفع هذه الأسماء إلى فضاء النظر الجماهيري.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد