حذرنا من قبل في هذه الزاوية من المخطط الدنس الذي يهدف لشيطنة الثوار والعمل على تغيير ملامح الثورة السلمية وتقديمها في قالب جديد حسب مايريد اعداء الثورة وفلول النظام البائد وجهاز الامن ،الذي ارتبطت عودته بالقتل والاغتصاب والطعن والغدر وتفشي الفوضى ، فبعد ان فشلت كل المحاولات السابقة للنيل من سلمية الثورة ، وبعد اتهام شبابها بالفسق والفجور وتقديم صور شائهة تم نسبها ظلما للشارع الثوري وبعد ان تمت عمليات القتل وسط الثوار ولم تحقق مكسبا جيدا ولم تكسر شوكة الثورة بل زادتها تماسكا وثباتا وتشبثا باهدافها ومطالبها ومواقفها ، بعد هذا اتجه الاعداء لخطة اخرى وهي استهداف قيادات الشرطة واتهام المتظاهرين بقتلهم في خطوة جديدة تكشف اولا عجز المتآمرين وضعفهم وقلة حيلتهم وهزيمتهم النكراء من قبل الثوار السلميين.
ومقتل ضابط في مواكب امس الخميس كشف عن حقيقة المؤامرة والتربص بالثورة ونشاط العناصر الظلامية ، حيث اعلنت الشرطة في بيان لها أن العميد شرطة علي بريمة حماد “استشهد أثناء تأدية واجبه في حماية مواكب المتظاهرين جوار معمل استاك والغريب أن يحدث مقتل ضابط بهذه الرتبة الرفيعه وسط جنوده دون ان يقوموا بحمايته ، فترجل عميد من سيارته ونزوله الى الشارع وسط الثوار ليتعرض للاعتداء من قبل الثوار، امر نادر الحدوث ، يرادفه منطق آخر ان ذهاب ثائر من موكبه ليتخطى كل القوة الشرطية ويقوم بطعن قائدها امر ليس نادرا بل لايحدث ابدا.
هذا اولا يليه ان كل حالات القتل والاعتداء على الثوار يتم توثيقها قصدا او بدونه فلماذا لا يوجد فيديو توثيقي لعملية القتل طعنا عدة مرات من قبل المتظاهرين فالقتل طعنا يعطي فرصة للتوثيق اكثر من القتل بالرصاص .
ثانيا يلاحظ ان الشرطة السودانية اصدرت اسرع بيان لها في تاريخها صدر في ذات الساعة التي اعلن فيها خبر مقتل الضابط عكس بياناتها التي عادة ما تصدر بعد ساعات من التأني وكأنما دفقة الحبر سبقت سكين الطعنات.
ثالثا انتشرت عدة فيديوهات يتحدث فيها اشخاص عن قتل المتظاهرين للعميد دون ان يقدموا دليلا واحدا على صحة الرواية وهذا يعني أن الخطة اعدت اعدادا جيدا لحدوث الفعل ومابعده حتى يتم القصد ويبلغ تمامه زيفا.
رابعا سبقت المواقع الإلكترونية (الكيزانية ) بقية المواقع ودمغت الثوار بقتل العميد ( مقتل ضابط على يد المتظاهرين ) بدلا من مقتله اثناء المظاهرات فمقتله من قبل المتظاهرين لا تكتب الا بذكر الدليل القاطع على عملية القتل ألم نقل ان العمليه تم الاعداد لها ولما بعدها.
كل هذا يجعل الاستفهام مباحا هل قتل العميد ام تمت تصفيته ؟!
هذا السيناريو سبقه واعقبه أطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وافراط على آلاف المتظاهرين قرب القصر الرئاسي في الخرطوم ، العنف الذي يأتي متزامنا مع إطلاق حوار تحت إشراف الأمم المتحدة للخروج من الازمة الطاحنة .
كل الذي حدث من قتل للثوار والقيادات النظامية يكشف السيناريو المفضوح لوأد هذه الثورة ، واصرار قادة الانقلاب لقتل المواطنين والسماح للاجهزة الامنيه لتمارس العنف والقتل برضا ورغبة وقبول قائد الجيش الذي منحها الحرية لقتل شعبه الذي ينشد السلام والعدالة ، ولكن لن تمل الثورة سعيها حتى تملوا الطواف حول ذواتكم ومناصبكم .
طيف أخير :
الرحمة والمغفرة لشهيد الشرطة وشهيد الثورة وشهداء الوطن ولا نامت اعين الجبناء.