)1(
* قلنا من قبل كثيراً إن مشكلة المؤتمر الوطني الأولى أنه حزب مصاب بفوبيا الاستهداف، ويرى أن الحديث عن تقصير )التنفيذيين( المنتمين له يمثل تنكيلاً به، واستهدافاً له، وتشكيكاً في قدراته، وضرباً في كوادره، بل إن الأمر أحياناً يتم تضخيمه وتهويله ووصفه بالمؤامرة سيئة النية التي ترقى لمستوى الخيانة الوطنية..!
* انفراد المؤتمر الوطني بالسلطة مع مشاركة )اسمية طفيفة( من بعض الأحزاب )المغلوبة على أمر مشاركتها( جعل المتحدثين باسمه لا يفرقون بين الحزب والحكومة، فقيادي )مجهول الصفة( بالوطني يمكن أن يحدثك عبر قناة فضائية عربية عن سياسة الدولة الخارجية ويتهم جهات وينبري للدفاع عن أخرى، فإذا أخفق تنفيذي بالحزب الوطني يجب أن تتم مساءلته من قبل الحكومة بمن فيها من )وطنيين وغيرهم( دون استثناءات حزبية وتشويش تصريحات )مؤتمر وطنية(.
* يعبث كثير من مسؤولي الحزب الذين يتولون مناصب تنفيذية بالسلطة، ويذوق المواطنون الويل ويتململون على جمر الفجيعة، ولأن هناك معارضة لها أجندة – حسب ما يقولون – فلا أحد يحاسب أحدا خوفاً من إضعاف كوادر الحزب )رفيعة المقام( أمام الرأي العام ..!!
* تضخم كثير من )أنصاف المسؤولين( لدرجة أنهم باتوا يفعلون ما لا يخطر على بال دون أن يرتجف لهم جفن، فمعظمهم للأسف الشديد يشعر بأنه أكبر من الخضوع للمساءلة والمراقبة، وذلك بالطبع يحسب على الحكومة بشكل كامل ويدمغها بالتساهل في حقوق المواطنين بعدم حسمها لتفلتات المسؤولين ووضعهم تحت المراقبة؛ وتحجيمهم عبر تفعيل أليات المحاسبة..!
)2(
* كل سياسي حاذق يمتلك ناصية حسن البيان، وأدوات )المواكبة(، ولغة العصر، ومفردات دغدغة وجدان الجماهير، يحدثنا عن اجتثاث جذور الفساد ونسف رموزه وتخليص البلد من قبضته.. تسمع تصريحات قادة المعارضة تكاد تجزم بأن الحكومة غارقة في الفساد من أعلي رأسها حتى أخمص قدميها، وعندما تتابع تصريحات المسؤولين تتحسس )جيوبك الفارغة( وينتابك شعور بأنك أحد المقصودين بهذه الحرب الشعواء التي ستشن على الفساد وربما تتوجه )طوعاً( لتقديم )إبراء ذمة( في ميدان عام..!
* إذا كانت الحكومة جادة في محاربة المفسدين في الأرض فهذا يعني أنها ستتخلص من نصف وزنها لأن تقرير المراجع العام وحده يؤكد أن الفساد إما من منسوبيها أو تحت رعاية بعض نافذيها أو أن استشراءه تم نتيجة )غفلة( من وضعتهم لمراقبة وحفظ موارد البلاد وحقوق المواطنين..!!
* لواكة الحديث عن محاربة الفساد دون اتخاذ خطوات عملية وإجراءات حاسمة تصل سوح القصاء للبت فيها بعيدا عن التسويات والأجاويد ستغري آخرين بالسير في ذات الطريق، فإن كنا صادقين في فكرة التطهير يجب أن تدخل جيوش الحرب كافة أوكار المفسدين وتدقق في ملفاتهم ومشاريعهم وتصل بهم للقضاء مهما كبرت أسماؤهم وعلا وزنها، حتى لا يصبح الحديث عن تجفيف منابع الفساد مجرد )دعاية سياسية( واستهلاك يهدف لتخدير الناس ومواكبة الدعوات المنطلقة من حولنا لتحقيق ذات الهدف، فحينها سيصبح )عين الفساد( في الدعوة لإعلان الحرب علي الفساد، لأن الحديث سيضحي مثل لفافة التبغ ندخنها ولا يصيبنا منها سوى المرض..!!
* إذا أردت في بلادي قتل )قضية حية(، فما عليك سوى فتح ملف )تحقيق ميت( تعقبه بعض التدخلات وعبارات التوبيخ والتسويات ولفت النظر – وربما التجريم – مع قتل كامل للقضية مع )سبق التكرار والتردد( دون التكرم بنشر )نعى أليم(..!
)3(
نفس أخير
* ولنردد خلف المرهف إسحاق الحلنقي:
أسمعوا مني الوصية.. نحنا لازم نبني نعمل
والعمل في حد ذاتو
للي البيشعر مسؤولية
الكلام الداير أقولو:
علينا يا ثوار أمانة
الوطن نعمل لي عزّو.. والقيم نحفظ مكانا
ونُعلي رايات الحقيقة .. البحلو لينا نموت عشانا
ونقيف مع الأحرار نساند
بي حياتنا وبي دمانا