اعتبر مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، مصطفى عثمان إسماعيل أن الاحتجاجات الجارية في السودان “مبررة”، محذرا في الوقت ذاته مما اعتبره “خطا أحمر” قد يؤدي تجاوزه إلى تخريب البلاد.
وقال إسماعيل في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية إن “الاحتجاجات التي حدثت في السودان في الفترة الأخيرة مبررة لأنها ضد أوضاع اقتصادية سيئة”.
ولفت إلى وجود “ارتفاع الأسعار وغلاء فاحش وندرة في المواد الغذائية وبطالة وسط عدد كبير من الشباب، لذلك كان من الطبيعي أن يخرج الشباب ويعبروا عن رفضهم”.
لكن في الوقت ذاته، اعتبر إسماعيل أن تعامل الحكومة السودانية مع الاحتجاجات كان “جيدا”، قائلا:”الجيد أن الحكومة اعترفت بذلك ولم تكابر على الاحتجاجات وأدركت أنه لابد من معالجة أسبابها”.
وعبر إسماعيل عن اعتقاده بأنه يتعين على الحكومة الدخول في حوار مع الشباب، لأن قطاعا كبيرا منه “غير مسيس”، “لذلك فإنه إذا مضت الحكومة في طرح حوارات مع الشباب والاستماع إلى مطالبهم وتلبيتها، “فأعتقد أن الأمور ستكون بخير”.
وحذر المسؤول السوداني مما اعتبره “خطا أحمر”، وهو “الذهاب في طريق الخراب مثلما حدث في تجارب ما يسمى بالربيع العربي”.
وقال إن الانتخابات الرئاسية ستجري العام المقبل “وإذا رأى الشباب أن الحكومة الحالية لا تلبي طموحاته.. يستطيعون تغييرها عبر الانتخابات.. المهم لا يتم تدمير البلد.”
وأضاف: “يمكن أن تتغير الحكومة أو تستمر.. لكن المهم استقرار البلد”.
واندلعت التظاهرات في السودان في ديسمبر الماضي، في أعقاب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، مما أطلق موجة غضب جراء تراجع الأوضاع المعيشية على مدى سنوات.
واعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أن الأوضاع الاقتصادية، أثارت الغضب في صفوف الشباب الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية على الأوضاع المعيشية.
وقال إن الشباب “طموحاتهم أعلى من الواقع، إضافة إلى قلة الوظائف في القطاعين العام والخاص”، محملا الولايات المتحدة مسؤولية المشكلات الاقتصادية التي تعانيها بلاده.
ورفعت واشنطن الحظر التجاري على السودان في أكتوبر 2017 بعد عقدين من العقوبات الاقتصادية الموجعة، إلا أن ذلك لم يساعد في إصلاح وضع البلاد المالي.
من جهة ثانية، أمر البشير بإطلاق سراح جميع الصحفيين الذين اعتقلوا خلال حملة شنتها السلطات منذ اندلاع الاحتجاجات.
والأسبوع الماضي، أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال المظاهرات المناهضة للحكومة، بحسب ما أكدت وزارة الإعلام السودانية.